الواجهة جريدة الكترونية تجدد على مدار الساعة
كان الله في عونك يابنكيران، فالمشاكل تكاثرت على وزرائك وتعاظمت إلى حد لا يطاق.. كان الله في عونك فهؤلاء السادة الأساتذة المتدربون هم بدورهم عمقوا مشاكلك وأتعبوا رجال أمنك.. وقدموا للمغاربة صورة سيئة عن شخصيتك وشخصية وزيرك في الداخلية الذي لم تصدق وسائل الإعلام كلامه حين أوضح أن هؤلاء الأساتذة المتدربين تفننوا في نقل صور مبالغ فيها حين استقبلهم رجالته بالساحات الطلق وداخل المراكز التي يحتجون بها..
عفوا سيدي بنكيران، فهذا الشعب لم يستطع أن يفهمك جيدا، خاصة وأنت تعانق بحرارة السيد علي الهمة في حفل تأبين الراحلة العظيمة زليخة نصري.. لم يسعفك هذا الشعب، أو بالأحرى لم يمهلك الوقت الكافي لتقطع لهذا الفساد جميع رؤوسه، وتخرج له هذه التماسيح والعفاريت إلى الوجود..
الحقيقة.. يا بنكيران والتي لم يفهمها المواطن أنه لم يسبق في تاريخ البلاد أن جاءنا وزير بالقدر الذي جئت به، يهرج مع برلمانييه ويوضح لهم أن كرشه خالية من “العجينة” ويخاطب نساءه بأن خاصته أكبر من خاصتها.
السيد بنكيران.. عيب على هذا المواطن الذي يراقبك ويتآمر عليك.. عيب عليه أن يخلق مملكة من الفيسبوكين لمراقبة كل عيوب حكومتك، لقد ضيقوا الخناق عليك ولم يتركوك تنعم وتتأمل في هذه الرواتب التي قلت عنها كانت بالأمس مجرد حلم متداول بينك وبين رفقاك في الحزب.
السيد بنكيران.. ليس من حق هؤلاء الأساتذة المتدربين أن يخرجوا بهذا الشكل السلمي للاحتجاج، لقد كان عليهم التروي والصبر وانتظار الفرصة السانحة للخروج، كان عليهم أن يفعلوا مثلما فعلت للظفر بمنصبك الوزاري، وأن يفهموا أيضا أن تحقيق أي مكسب من مكاسبهم لن يكون إلا بوازع تهدئة الوضع وحرق مرحلة لا غير.
السيد بنكيران.. لقد أخطؤوا كثيرا هؤلاء الشرذمة من الأساتذة المتدربين، وأبانوا عن أنهم جد أغبياء، حيث اعتقدوا أن حكومتك مجرد حائط قصير يمكن القفز عليه وأن التغيير في عهدك أصبح يتحقق بكل هذه السهولة، لهذا فأنا مسرور بهذا الدرس الذي لقنته لهم، وكم راقني أيضا تصريح وزيرك في العدل حين قال أنه لم يكن على علم بهذه الهراوات التي نزلت على رؤوسهم وهذه المجازر الدموية التي تناقلتها المواقع الإلكترونية على أشرطة الفيديو بسرعة البرق.
السيد بنكيران إن مهارتك في مخاطبة هذا الشعب البائس، كادت أن توهمني في بعض الأحيان أنني أمام حكومة مختلفة تماما عن باقي الحكومات التي سبقتك، لكنك اليوم وبهذه المجازر التي ارتكبت، أيقنت فعلا أنك لست فعلا بذلك الغباء الذي يردده البعض.. “هذه حكومة تغيير حقيقي.. ”
بقلم : رشيد أسارة
