الواجهة: محمد مشاوري
تُعد الحملات الطبية المجانية التي تنظمها الجمعيات الصحية في المغرب مبادرات حيوية تهدف إلى تقريب الخدمات الصحية الى الفئات الهشة والمعوزة، خاصة في المناطق القروية والنائية. حيث ساهمت هذه الحملات، التي غالبًا ما تُنظم بشراكة مع مؤسسات رسمية في تقريب الخدمات الصحية الى المواطنين الاكثر هشاشة.
والهدف منها هو تقديم خدمات طبية مجانية لمئات الآلاف من المواطنين .
واليوم اصبحت ظاهرة الاستغلال وتسويق هده الخدمة الصحية تحت غطاء العمل الخيري من قبل بعض الجمعيات لصالح بعض المصحات الخاصة بمقابل مادي…….
ورغم النوايا الحسنة التي تقف وراء العديد من هذه المبادرات، ظهرت في السنوات الأخيرة ممارسات مقلقة تشير إلى استغلال بعض الجمعيات الصحية لمعاناة المرضى لأغراض تجارية. تتمثل هذه الممارسات في تنظيم حملات طبية ظاهرها مجاني، لكنها تُستخدم كوسيلة لتسويق خدمات مصحات خاصة، حيث يُحال المرضى بعد الفحص إلى هذه المصحات لإجراء عمليات أو علاجات بتكاليف مرتفعة، مما يُحول العمل الجمعوي من نشاط خيري إلى نشاط تجاري مقنع.
وعلى الجانب الإيجابي، هناك العديد من الجمعيات التي تلتزم بالمعايير الأخلاقية وتقدم خدمات طبية مجانية دون أي أهداف تجارية.
لمواجهة هذه الظاهرة،
وعليه نطالب تعزيز الرقابة: يجب اولا على الجهات المختصة مراقبة أنشطة الجمعيات الصحية والتأكد من شفافية تمويلها وأهدافها.
ووضع معايير واضحة: تحدد معايير لتنظيم الحملات الطبية، تشمل شروط الشراكة مع المصحات الخاصة وضمان عدم استغلال المرضى.
ثانيا توعية المواطنين: بإطلاق حملات توعوية لتحذير المواطنين من الحملات الطبية التي قد تُستخدم كوسيلة للتسويق التجاري.
وبينما تظل الحملات الطبية المجانية أداة فعالة لتحسين الولوج إلى الخدمات الصحية في المغرب، يجب الحذر من استغلالها لأغراض تجارية. يتطلب الأمر تظافر الجهود بين الدولة والمجتمع المدني وجميع الشركاء لضمان أن تظل هذه المبادرات في خدمة المواطن، بعيدًا عن أي مصالح تجارية