الواجهة جريدة الكترونية تجدد على مدار الساعة
تحت شعار “التنوع الثقافي والفني جزء من الهوية المغربية وركيزة أساسية للتنمية المحلية”، انطلق مهرجان ونانة ليُمدد فعالياته على مدى ستة أيام كاملة. هذا الحدث، الذي كان من المفترض أن يكون احتفالًا بالثقافة والفن، أثار تساؤلات عديدة حول مدى ارتباطه بالواقع المعيش وأولوياته في منطقة تعاني من نقص شديد في الخدمات الأساسية.
عند النظر إلى البرنامج والمدعوين، يتبادر إلى الذهن سؤال جوهري: أين هي الثقافة الحقيقية والهوية المغربية الأصيلة؟ وكيف يسهم هذا المهرجان في التنمية المحلية في ظل غياب الماء الصالح للشرب وطرق صالحة للتنقل في العديد من القرى المحيطة بونانة وعاصمة الإقليم وزان؟
الشعار المرفوع لهذا المهرجان يُظهر نوايا طيبة، لكنه لا يتماشى مع الواقع القاسي الذي يعيشه سكان المنطقة. فالقرى التي تعاني من شح المياه وافتقارها للبنية التحتية تظل مهملة، بينما تُصرف الأموال والجهود على تمديد أيام المهرجان بدلًا من توجيهها نحو تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
تمديد أيام المهرجان إلى ستة أيام ربما كان يمكن أن يكون خطوة إيجابية إذا ما تم دعمه بمبادرات حقيقية لتحسين وضعية البنية التحتية والخدمات الأساسية. ولكن يبدو أن الأمور سارت في اتجاه آخر، حيث أصبحت المهرجانات وسيلة لإظهار البريق الخارجي دون أي تغيير ملموس في حياة السكان.
بينما يترقب البعض استمتاعًا بالأيام المليئة بالفعاليات الفنية والثقافية، يتساءل آخرون عما إذا كانت تلك الأيام الستة تستحق الثمن المدفوع، أم أن الحل الحقيقي يكمن في تهيئة الظروف الأساسية التي تُمكن أهل ونانة من العيش بكرامة واستدامة.
في نهاية المطاف، قد يبدو تمديد أيام المهرجان كإضافة للتنوع الفني والثقافي، ولكن الواقع يقول شيئًا آخر: الطرق غير المعبدة والمنازل التي تفتقر للماء الصالح للشرب تحتاج إلى تثنية وعناية أكثر من تثنية أيام المهرجانات. التنمية الحقيقية تبدأ من الأرض وليس من فوق المنصات، وتبقى الشعارات مجرد كلمات جوفاء ما لم تُترجم إلى أفعال حقيقية تلبي احتياجات الناس.
