fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » آراء » حكيمي … بين الفكاهة السمجة والعنصرية المبطنة…

حكيمي … بين الفكاهة السمجة والعنصرية المبطنة…

FB IMG 1673288613807

بقلم : يونس التايب

عندما تجتمع الفكاهة بالتفاهة والتعابير العنصرية، فاعلم أنك تشاهد أو تنصت ل “إبداع” فرنسي، حيث يمكن أن يقوم أي تافه، في قنوات الإعلام الرسمي والخاص، بالطعن في شخص ما، أو تسفيه معتقده، أو تلطيخ سمعة رمز ثقافي أو حضاري أو ديني، دون أي حرج من أثر مثل تلك الممارسات.

العجيب هو أن غالبية المبدعين عبر العالم، خاصة في مجال الفكاهة، يتركون هامشا (ولو قليلا!!) لفضيلة الاحترام، احترام الأفراد و المعتقدات والرموز، إلا في فرنسا حيث يمكن أن تجد “فكاهيا” بليدا يقدم “سكيتش” رديء الحمولة الفنية، ومليء بعبارات تحقيرية وعنصرية ضد شخص ما (غالبا ما يكون مغاربيا أو إفريقيا أو آسيويا، أو مسلما ..!!!)، دون أن تنزعج من ذلك “النخبة الفرنسية” المتحضرة.

فقط في فرنسا، يمكنك تأجيج مشاعر الكراهية باسم الفن وحرية الإعلام، و يمكنك تشويه سمعة الناس باسم الإبداع، ويمكنك تحقير ثقافة وهوية مجموعة اجتماعية أو إثنية باسم حرية التعبير، و لا حرج عليك.

للأسف، نموذج من هذا البؤس حصل يوم 5 يناير 2023 مع ولد بلادنا أشرف حكيمي، على يد “فكاهي” تافه اسمه جوليان كازار Julien Cazarre، في برنامج رياضي اسمه “Rothen s’enflamme”، الذي تبثه إذاعة “إر م س / RMC”، حيث تم نعت حكيمي بوصف “كلب مبابي”، وتم ترديد العبارة عدة مرات، مع إطلاق صوت نباح كلاب، في فقرة وصفت بأنها “فكاهية”. وللأسف الشديد، كل من كانوا في الاستوديو راقتهم “الفكاهة” الساقطة وضحكوا، بل “قهقهوا” وهم يستمعون لكلام الصعاليك الذي يقال أمامهم.

ربما، هي هاته حرية التعبير والإبداع حسب النموذج الفرنسي. ولعلها هي نفس حرية التعبير التي نالت في السابق من رموز و من أشخاص ومن مؤسسات، على خلفية لعبة مصالح النفوذ الاقتصادي والديبلوماسي الفرنسي، التي نعرفها جيدا ونعرف من يحركها، ومتى وكيف ولماذا …!!!

على أية حال، سيظل أشرف حكيمي لاعبا كبيرا بمستواه التقني العالمي، وبقوة حضوره في مجموعة نادي باريس سان جيرمان. وسيستمر اسم حكيمي مزعجا لنخبة الإعلام الفرنسي التي يبدو أن بعض متطرفيها لا زالوا لم يهضموا حقيقة أن منتخب المملكة المغربية كان خصما و ندا لمنتخب “الديكة”، في مباراة نصف النهاية في المونديال القطري، وسجل أسود الأطلس حضورا كبيرا ولم ينهزموا إلا لأن الحكم المكسيكي لعب لعبته التي لازلنا نجهل كواليس ما جرى فيها بين الحكم و بين غرفة الفار، ولا لماذا لم تتحرك الفيفا لتصحيح الأمر أو الاعتذار عنه.

كما سيظل حكيمي إنسانا مغربيا مناضلا من أجل حياة كريمة، وهو بذلك أشرف من الفكاهي التافه الذي لا يرقى ليكون “جروا” (فما بالك بمقام الكلب!!). وسيظل حكيمي بالنسبة لنا نحن أبناء الوطن، شابا مغربيا حاملا لقيم إنسانية أرقى من تلك التي يحملها “الفكاهي” و تحملها الإذاعة التي لم أفهم لماذا سمحت ببث تلك الرداءة “الفكاهية”، وفي الحد الأدنى، لماذا لم تعتذر عما قيل في حق لاعب/إنسان يعيش في “عاصمة النور و ثقافة حقوق الإنسان”.

أتمنى أن لا يكون ما جرى لحكيمي بداية لمسلسل من الكيد العنصري البغيض، الذي قد يبدع أشياء أخرى في المستقبل القريب، على خلفية تضايق حملة الفكر اليميني المتطرف والعنصري في فرنسا، من الصداقة والأخوة التي تجمع بين لاعبين شابين، واحد مغربي والآخر فرنسي الجنسية وكاميروني الأصل نسبة لأبيه.

سنراقب ما سيأتي والقاعدة هي إن عدتم عدنا. واللعنة على كل من يتجرأ ويحاول المس أو التطاول أو التربص بالمغرب وأبناء المغرب جميعا حيثما كانوا.

وسالات الهضرة
#المغرب_فخر_الانتماء
كل التشجيع للمنتخب المغربي

httpsweb.facebook.comelwajihapress scaled 3


شاهد أيضاً

230716041504

البرلماني العياشي الفرفار: طفولتي كنت اسرح خمس بقرات وعجل صغير

حكاياتنا بالعالم القروي حكايات غير ملونة، لكنها حكايات صادقة وحقيقية وهنا تكمن قيمتها. العالم القروي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.