fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » آراء » عذرا يا أبي، إنهم لناكرون الجميل‎

عذرا يا أبي، إنهم لناكرون الجميل‎

أشرف الجيلالي

و نحن على أعتاب الشهر الفضيل تذكرتك يا أبي، و أنت رغم  الجلطة الدماغية التي أقعدتك كنت مصرا على ان تتصل بأصدقائك، بفلان وفلان كي تهنئ الجميع واحدا واحدا بقدوم الشهر الفضيل.

رغم مرضك يا أبي، كنت تطلب مني أن أوصلك الى المقهى حتى تلتقي بمن تسميهم “الأصدقاء”. رغم مرضك يا أبي، كنت أنت من تتذكر أصدقاءك و تطلب مني أن اتصل بهم لأخبرهم بأنك اشتقت إليهم، و تود لو تراهم واحدا واحدا…

ومن حبي لك يا أبي، كنت أنفذ طلبك وأتصل بهم، و لكن لا من مجيب. يا للوقاحة… أكثر “أصدقائك” أدبا كان يرد على مكالمتي لجهله بالمتصل، وبعد ذلك ينافقك بأنه اشتاق إليك، وأكثرهم وقاحة ذاك الذي يحدد لك موعدا لزيارتك، فلا يحضر. ويتركك تنتظر بعدما كنت تستعد سعيدا للقائه.

أعترف لك يا ابي بأني كنت أنا الآخر وقحا. نعم يا أبي، كنت في كثير من الأحيان ألجأ إلى خدمات اصدقائي و أطلب منهم أن ينتحلوا صفة “أصدقائك”، فكانوا يحدثونك على أنهم هم، وهم ليسوا “هم”.

وأشد ما آلمني في كل هذه الحكاية، هو أول من أدار لك ظهره طيلة فترة مرضك هو أعزهم إلى قلبك ذلك المسمى الفقيه، لم تتوانى عن السؤال عنه طيلة فترة مرضك و لا حياة لمن تنادي، و بعد وفاتك غضب و ارغد لأنه لم يحضر دفنك و كأنه تمنى هذه اللحظة

و أمثال الفقيه و قطيعه في حياتنا عديدون،  وأنت من حبك لي كنت دائما توصيني باختيار الأصدقاء و كنت دائما تقول إياك و الغرور و الثقة الزائدة في الأصدقاء ففي اول موقف حرج سيبتعدون،  تعلمت الدرس جيدا و لكنك يا أبي لم تفعل بنصيحتك  لي

أبشرك  يا ابي بعد رحيلك عن دنيا المنافقين تعلمت أن الصداقة الحقيقية هي ان نكون أصدقاء أنفسنا لأننا في زمان أصبح العثور على أصدقاء مثل الماس نادرون للغاية اما السيؤون و المنافقون كورق الشجر مترامين في كل مكان 

كم تمنيت لو أن صديقك الحقيقي عمي معروض لازال على قيد الحياة كان سيخفف عنك الكثير كيف لا و هو من  علمني ان الصديق المزيف كالظل يمشي ورائي عندما اكون في الشمس و يختفي حينما أكون في الظلام

أعلم  يا أبي أنك لست راضيا عن خطابي هذا و ستقول لي لا تبغض أحدا يا بني فربما أن وقتهم لم يكن يسمح لهم، اعذرني يا أبي إن تجرأت لأجيبك بمقولة الكاتب الاميريكي جاكوب براون” لا تقل أبدا أنك لا تملك الوقت الكافي فإن جميع العظماء كان يومهم 24 ساعة فقط”

ارقد يا أبي في سلام فأنت في عالم طاهر عند أرحم الراحمين و لا  أخفيك،  يحز في نفسي ما عانيته من جحود الأصدقاء وتعلمت الدرس جيدا من جحودهم و انا لهم شاكر و مدين و إنهم لناكرون الجميل.

شاهد أيضاً

SAVE 20231115 095147

الجامعة العربية تاريخ من الفشل في معالجة القضية الفلسطينية

عبد الإله شفيشو / فاس (أكد القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة …

3 تعليقات

  1. وهل انت صديق لنفسك ؟

  2. رحمة الله على الوالد و اعلم انه فخور بك و بمقالاتك الرائعة. .صراحة انا من اشد المعجبات بك و بشخصيتك التي تظهر من خلال مقالاتك….رحمة الله على الوالد و مقالك في الصميم

  3. ففدت والدي السنة الماضية و عمدما قرات مقالك احسست بنفس الشعور. .رحم الله أموات المسلمين…و مقالك رائع للغاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.