رشيد أوسارة
في وقت تتسارع فيه التحولات الرقمية وتتعدد فيه مصادر الأخبار والترفيه، تثبت القناة الثانية (2M) مرة أخرى مكانتها كأبرز فاعل في المشهد الإعلامي المغربي، إذ كشفت المعطيات الحديثة أنها القناة التلفزيونية الأكثر مشاهدة على المستوى الوطني بنسبة استخدام أسبوعي بلغت 40٪، متقدمة على القناة الأولى التي سجلت نسبة 33٪، ثم ميدي 1 تيفي بـ28٪.
هذا التفوق لا يقتصر فقط على البث العام، بل يشمل أيضا قسم الأخبار الذي يعد من أبرز أقسام القناة الثانية وأكثرها جذبا للمشاهد المغربي. وتشير الأرقام إلى أن النشرات الإخبارية للقناة الثانية تظل في صدارة البرامج من حيث نسب المشاهدة، متفوقة بانتظام على باقي القنوات الوطنية، سواء العمومية أو الخاصة، في فترات الذروة، ما يعكس ثقة الجمهور في معالجتها للأحداث، وطريقة تقديمها للأخبار، وتنوع طاقمها الصحفي.
وعلى المستوى الرقمي، حافظت القناة الثانية على تميزها، حيث جاء موقعها الإلكتروني في المركز الثاني بنسبة استخدام أسبوعي بلغت 28٪، خلف موقع هسبريس الذي واصل تصدره لقائمة المواقع الإخبارية الإلكترونية بنسبة 45٪. هذا الحضور الرقمي القوي يعكس استراتيجية مزدوجة تجمع بين الجودة التحريرية والانخراط في العصر الرقمي.
أما القناة الأولى، ورغم حلولها ثانية في نسبة المشاهدة التلفزيونية، فإن موقعها الإلكتروني جاء في المرتبة الخامسة بنسبة 20٪، وهو ما يعكس تفاوتا في استراتيجيات الانتقال الرقمي بين المؤسستين العموميتين.
إن نجاح 2M في الجمع بين ريادة البث التلفزيوني، وتفوق قسم أخبارها، وحضورها المتقدم على الإنترنت، يجعلها نموذجا رائدا في الإعلام المغربي، ويطرح في المقابل تحديات على باقي الفاعلين من أجل إعادة التفكير في مضامينهم وأساليبهم لتلبية تطلعات جمهور بات أكثر وعيا وانتقائية في زمن تعدد المنصات وتدفق المحتوى