الواجهة جريدة الكترونية تجدد على مدار الساعة
“قطاع المستلزمات الصحية والمواد الصحية بين شبح الأعطاب القديمة والبيروقراطية وتفاؤل التغيير:
هل تنجح الإدارة الجديدة في إعادة الثقة للمهنيين وشركات الصناعة للمواد الصحية؟”
في مشهد يطغى عليه الترقب والحذر، عاد النقاش حول قطاع المستلزمات والمواد الصحية ليتصدر الواجهة من جديد، بعد لقاء هام جمع بين النقابة المغربية لمهنيي المستلزمات والمواد الصحية و المدير العام الجديد للوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، يوم الجمعة 25 أبريل 2025.
هذا اللقاء لم يكن عادياً، بل حمل نَفَسًا جديدًا يعكس تغيّرًا في نبرة الإدارة، وتفهمًا واضحًا لحجم الأزمة وتعقيداتها، في مقابل مطالب نقابية قوية ومُلِحّة لإنقاذ قطاع يعتبر شريانًا حيويًا في المنظومة الصحية الوطنية.
جاء البيان النقابي ليضع الأصبع على الجرح: زبونية ومحسوبية و ملفات عالقة، تأخّر في التراخيص والشواهد ، غموض في المعايير، وتمييز إداري بين الفاعلين. هذه الاختلالات، التي تراكمت عبر سنوات، كادت أن تخنق أنفاس الشركات العاملة في القطاع، وتُقوض أي أمل في تطوير تصنيع محلي تنافسي.
في المقابل، برز خطاب الإدارة الجديدة بشكل مختلف: تفهم، إنصات، وتعهد واضح بالتغيير. المدير العام عبّر بصراحة عن وعيه بعمق الأزمة، ووعد بإصلاحات ملموسة تبدأ بتسريع معالجة الملفات، تفعيل خلية للتتبع والمراقبة، ومراجعة آليات العمل الداخلية.
هذا الانفتاح اعتبرته النقابة “خطوة إيجابية”، لكنها شدّدت في الآن ذاته على أن “الثقة تُبنى بالفعل لا بالكلام”، داعية إلى تنزيل سريع وشفاف للوعود، دون مماطلة أو تأجيل.
ما يطالب به الفاعلون ليس فقط تسريع الملفات الإدارية، بل بيئة مؤسساتية تساعد على بناء صناعة وطنية قوية في مجال المستلزمات الصحية. فالمغرب يزخر بالكفاءات والإمكانيات، لكنه يحتاج إلى إدارة مرِنة، شفافة، ومواكبة.
اللقاء الأخير قد يعيد الأمل إلى المهنيين، لكنه في نفس الوقت وضع الإدارة أمام اختبار حقيقي: هل تستطيع أن تتحرر من إرث البيروقراطية والعراقيل؟ وهل ستنتقل من النوايا إلى الأفعال؟
الأيام القادمة ستكون الفيصل، والإدارة الجديدة تملك اليوم فرصة نادرة لإعادة رسم علاقة الثقة، وإنقاذ قطاع بأكمله من حالة الشلل.
