fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » آراء » مغرب العصابات “البلاد خسرات”

مغرب العصابات “البلاد خسرات”

333333

لا أكتب اليوم من باب التشفي كما قد يعتقد البعض، صحيح انني اعشق فريق الرجاء لانني كنت من المرافقين الدائمين للمرحوم ذ عبد الواحد معاش الذي قربني من القلعة الخضراء، لكن الوداد كان الفريق الذي جذب اهتمامي منذ الطفولة. لهذا فانا اكتب اليوم  انطلاقا من قناعة اساسية ليس فيها تعصبا او كرها لهذا الفريق او ذاك، اكتب من منطلق ان اصلاح اعطاب المجتمع تقتضي ان يخرج كل صحافي بنزاهته وجرأته من دائرة الصمت السلبي  والمساهمة بالقدر الممكن في فضح المفسدين مهما علا شانهم دخل البلاد.

مناسبة هذا الكلام هو الفضيحة المدوية لدى الراي العام والضجة الاعلامية الكبرى التي خلقها اعتقال رئيس نادي الوداد الرياضي وعصابته  رغم ان هذا الامر كان متوقعا منذ ان بدات الفرقة الوطنية في تعميق ابحاثها في هذا الملف الكبير الذي تختلط فيه كل اشكال الفساد واستغلال النفوذ للقيام باعمال اجرامية كبرى.

مايثير الاهتمام من جديد في هذا الملف هو تورط شخصيات وازنة في عالم السياسة والرياضة والامن والاجرام. وهذا ما يحيلنا الى الاستنتاج بخصوص الكيفية التي يشتغل بها مافيات الفساد داخل المغرب، وهي الكيفيةالتي اصبحت معروفة ومؤلوفة في تفس الأن، ذلك ان الحرب الذي تشنه الدولة للاطاحة بعدد من العصابات المفسدة داخل البلاد، كشفت للمغاربة جزء من هذا العالم الخفي الذي تسرب حتى الى اجهزتها الامنية والقضائية، واستحضر في هذا السياق عصابة نائب وكيل الملك السابق لوسكي وعصابة سماسرة جلال، وهذه كلها نماذج اعطتنا فكرة واضحة عنها وعن طريقة تنظيمها واشتغالها حيث استمدت قوتها من عناصرها  التي اكتسبت قوة السلطة والمال.

سعيد الناصري الذي ظهر بشكل صادم الآن في هذا الملف وبأيادي ملطخة بأموال المخدرات وتبييض الاموال، من غير المستبعد بثاتا ان لا تكون اموال هذا النشاط الاجرامي هي من مكنته من تسلق جدار اكبر الاندية الوطنية. فالوصول الى رئاسة النادي، كان يقتضي توفر الكثير من المال..

اجل الكثير من المال الذي لا يمكن جمعه الا بهذه الاساليب الغير مشروعة، التي دققتها الفرقة الوطنية في بحث طويل. وعلى العموم فانه لا يخيفني ظهور اسم سعيد الناصري ضمن لائحة العصابة التي اطاحت بها الفرقة الوطنية في بحثها المضني الذي تشكر عليه، ما يخيفني بالاساس في ملفات الفساد هو اننا دائما نعثر على تورط امنيين في مختلف الملفات المرصودة، فأن يوجد رئيس فرقة مكافحة العصابات بولاية امن الدار البيضاء ضمن لائحة عصابة سعيد الناصيري فهذا شئ مخيف، خاصة وان السيد الوكيل العام كان يحيل عليه التحري في ملف عصابة، اخرى يترأسها رئيس نادي الفروسية بسيدي عثمان، فكيف يعقل اذن ان نواجه الفساد بمفسدين.

ان واقع الفساد هو اسوء ممانتصور، ويوما على صدر يوم، تظهر مافيات جديدة تختبئ تحت غطاء سياسي او رياضي او قضائي او امني.. ورغم ان هناك داخل اجهزة الدولة اناس شرفاء يتطلعون الى مجابهة هذه العصابات بقوة، الا ان ما يمور في الواقع يقتضي منا كل الحذر واليقضة، فلا يمكن ابدا ان نواجه الفساد بقضاء وامن منخور بهذا المرض الفتاك.

رشيد أوسارة/ صحافي ومدير النشر الجريدة الإلكترونية الواجهة

1

شاهد أيضاً

SAVE 20231115 095147

الجامعة العربية تاريخ من الفشل في معالجة القضية الفلسطينية

عبد الإله شفيشو / فاس (أكد القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.