صرح الرئيس سعيد حسبان بأن مديونية فريق الرجاء لهذا الموسم بلغت 23 مليار سنتيم، وكان إثر توليه المسؤولية قد أعلن أن المديونية الرجاء في حدود 16 مليار، مستندا في ذلك على تقريرين لشركتين مختلفتين؛ الأولى تحت طلب الرجاء والثانية شركة افتحاص تابعة لفوزي لقجع. وبعد هذا التصريح خرج الرئيس السابق محمد بودريقة بتدوينات على صفحته يدحض فيها هذه الادعاءات، ويطالب بمناظرة تلفزيونية تجمعه بحسبان، وأنا متأكد من أنه لا يقصد تلك المناظرة المتعارف عليها دوليا حيث نقاش رسمي حول قضية معينة أو متصادمة، ويكون الحكم للجمهور بتصويت أو لجنة تحكيم محايدة، في احترام تام متبادل بين المتناظرين. هو فقط يقصد مواجهة علنية يدحض فيها اتهامات خصمه. ولهذا أنا أرى أن المكان الطبيعي لمناظرتهما هو المحكمة، وليس قناة بوطبسيل.
لقد كانت خرجة حسبان مستفزة.
استفزني تصريحه بأنه مستعد لمغادرة الفريق في حالة وجود مول الشكارة الذي يستطيع إنقاذ الرجاء من أزمتها، وكأن الرجاء أصبحت مرتعا مثل الأحزاب السياسية التي تبحث عن ممول أو ما يسمى بمول الشكارة . هل يخفى على حسبان أن مول الشكارة لا يستثمر درهما دون أن ينتظر مقابله أضعافا مضاعفة ؟
استفزني حشر نفسه في إنجاز الرجاء باحتلاله المرتبة الثالثة، حيث أرجع ذلك إلى تسييره، وتناسى أن لولا غيرة سي محمد فاخر على الفريق لكان الفريق في القسم الوطني الثاني الآن.
استفزني أن يعتبر تعاقده مع المدرب الإسباني إعادة للرجاء إلى العالمية، وما تناساه الرئيس هو أن الرجاء كانت سببا في عالمية المدربين وليس العكس. ولك في وحيد حاليوزيتش ورابح سعدان خير دليل. أما مدربه العالمي فاسألوا جمهور الاهلي والاتفاق السعودي عنه يأتيكم بالخبر اليقين.
استفزني ان يستعمل حسبان صوتا نشازا اسمه عادل العماري ليدافع عنه باستماتة، ويطعن في سي محمد فاخر أكثر المدربين تتويجا بالالقاب. طريقة العماري السوقية في الدفاع أثارت الكثير من الاستغراب، ذكرتني باستغرابي عن سبب حذفه لمقال على موقعه، والذي يتطرق إلى موضوع قناة الرياضية و إيقافه لأحد البرامج في أبريل 2016. كما أن بعض الجرائد الورقية أصبحت ناطقا باسم حسبان، وخصوصا الجريدة إياها صاحبة الأكاذيب حول حراك الريف.
على حسبان أن يخجل من نفسه بعد فضيحة تلقيه الكاش من احد المنخرطين. وعلى بودريقة الذي أطل علينا ليعبر عن رغبته في تولي الفريق مجددا أن يخجل من نفسه. هل نسي يوم انعقاد الجمع العام حين أخذ بامعروف الكلمة ليعلن ولم يمض وقت طويل على بداية أشغال الجمع العام، أنه كان يصرف على الرجاء رفقة بودريقة في بداية ولايته، غير أن الأخير «مات» رياضيا في الفترة الأخيرة، وبدأ يسير بطريقة انفرادية غريبة؟
هل نسي بودريقة لما أكد بامعروف أنه شاهد أمورا خطيرة في الفترة الأخيرة لولاية بودريقة، ما جعله ينسحب من المكتب المسير في صمت، منتظرا فرصة الجمع العام لفضح كل شيء؟
اخر خرجات بودريقة كانت على إحدى القنوات الإلكترونية ليتضح لكل الرجاويين أن سيادة الرئيس قد فقد عقله و لا يتمتع بكل قواه العقلية عندما بدأ يتحدث عن الرجاء وكأنها ملك له و تركها تفضلا منه وبمشيئته يمكن أخذها في أي وقت. لا، ليس في أي وقت. فقد أعطى لحسبان مهلة 48 ساعة تكاد تنتهي لتنفيذ شروطه وإلا…
لماذا؟ لأن الرجاء وصلت إلى حالة "لا يرثى لها" حسب وصفه.
و الأصل أن حالة الرجاء يرثى لها لان قيادتها أصبحت منحصرة في شخصين نصبا أنفسهما بالمنقذ و كل منهما يصف نفسه بالقديس.
وعلى من يطالبوا باللجوء إلى حكماء الرجاء أن يخجلوا من أنفسهم أيضا. أو ليسوا هم من رفعت في وجوههم اللافتة المشهورة باسطا؟
الرجاء ليست في حاجة إلى حسبان او بودريقة أو "الحكماء". الرجاء تحتاج إلى وجه شاب يستعين بطاقم رجاوي من أسماء وازنة غيورة مجربة،ولم يتدنسوا بكل الشبهات التي علقت بتسيير الرجاء في السنوات الأخيرة. وأتذكر الآن اسما مثل سمير شوقي العضو الوحيد الذي فكر في تأريخ إنجاز الرجاء في المونديال. نعم، سمير شوقي القادم من مجال الاقتصاد و الاعمال وبالضبط من قطاع الابناك المغربية لينخرط في عالم السلطة الرابعة بكفاءة لا مثيل لها. وبعدها أنيطت له مهمة الناطق الرسمي للرجاء البيضاوي أقدم على تقديم استقالته منها بعدما تخطى بعض المحسوبين على بودريقة اختصاصه، حيث نشروا بيانا دون علمه. ولأن المبادئ قبل المناصب، انسحب من هذا المنصب حفاظا على مبادئ. ومجددا رأيناه خلال آخر جمع للرجاء خلال تولي بودريقة يطالب بافتحاص مالي، وكان العضو الوحيد الذي تجرأ على قول لا بعدما رفض تسلم التقرير المالي ليجر عليه غصب بودريقة و مواليه.
الرجاء في حاجة إلى مثل هذه الكفاءات التي تقول الحقيقة. الرجاء في حاجة إلى الكفاءة القادرة على جلب مستشهرين. إلى طريقة تسيير مهنية لا الى مول الشكارة. الرجاء في حاجة إلى من يحبها لا الى من يستغلها، ويقضي المصالح على ظهرها أو يطلب الريع من ملك البلاد باسمها.
الرجاء أكبر من حسبان و بودريقة و الحكماء.
ارحموا العالمي… ارحموا الرجاء، يرحمكم من في السماء
Email : ahmed.achraf1@gmail.com