اعتبرت المناظرة التي جرت في 26 سبتمبر عام 2016 بين المرشحينِ الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي هيلاري كلينتون في جامعة هوفسترا في لونج آيلاند بنيويورك بالمناظرة الأكثر متابعة منذ تاريخ أول مناظرة انتخابية جرت في بالولايات المتحدة الأمريكية قبل نحو 155 عاما، حيث سجلت أعلى نسبة مشاهدة لمناظرة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بواقع 84 مليون مشاهد عبر قنوات التلفزيون الأمريكية، وهي أعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق خلال 36 عاما.
خلال مناظرة (كلنتون وترامب) كان جليا أن كلّاً منهما محتاطا من دسائس المناظرات الانتخابية الأميركية، فكلا المرشحين حضرا متسلحا بأوراق ضعف منافسه، فترامب وضع على صدره شارة العلم الأميريكي وهذا تقليد دأب عليه السياسيون الأميريكيون منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وقد حاول جاهدا وبطريقة بادية للعيان إظهار للوسائل الإعلام الأميريكية عدم الاستعانة بتوجيهات عبر ميكروفونات مثلما فعل الرئيس جورج بوش الإبن، في المقابل استعانت السيدة الأولى السابقة لأمريكا هيلاري كلنتون بمكياج أنيق وفستان أحمرا لتبدو أكثر شبابية حتى تقطع الطريق عن منافسها لاستغلال نقطة العامل الصحي الذي كان حديث الوسائل الإعلام الأميركية..
فبكلامها المعسول و خبرتها الديبلومسية نجحت هيلاري كلينتون في التغلب على نرجسية وتعالي ترامب المغرور برأيه الذي يعلو عليه رأي، فرغم أن العديد من الأمريكيين يعشقون ترامب بسبب عفويته الطفولية وردة فعله العنيفة والمضحكة في بعض الأحيان لكن كل هذه العوامل لا تؤهله أن يكون الرئيس 45 للولايات المتحدة الأميريكية..
فلقد اعتمد كلا المرشحين على الاستعانة بخبراء علم النفس السياسي لتسليط الضوء على نقاط ضعف وقوة كل مرشح، وبالتالى كيفية التعامل السياسى السليم أثناء المناظرة وهو ما نشرته الصحف الأمريكية
هيلارى كانت أكثر استعداد للمناظرة من ترامب لعلمها بفوضوية منافسها، فأعدت العدة لكل ما سيقوله خلال المناظرة، حتى أنه سقط في فخ سياسي حيث أكد أكثر من مرة أنه رجل اقتصادي و ليس رجلا سياسيا
و لقد وضح من مجريات المناظرة أن ترامب أصر على إثارة المخاوف بالاستعانة بلغة الجسد متشبها بهتلر الذي كان يتمرن على خطاباته أمام المرآة لنقل رسائله بعاطفة جياشة وبأدوات استعراضية.
فعند الحديث عن موضوع داعش وهو الوتر الحساس لدى الشعب الأميريكي ألقى ترامب اللوم على الإدارة الحالية وكلينتون جزء منها مما أعطى تفوقا طفيفا لترامب غير أن كلينتون ردت بصرامة بأنها على الأقل لديها خطة لمحاربة داعش و كان هذا الرد المفحم أقوى دليل على عدم امتلاك ترامب الخبرة الكافية في التعامل مع الأزمات
المهاجرون غير الشرعيين هي الورقة التي يحاول كل مرشح تمييل الكفة لصالحه فترامب وعد بترحيل أو بتنظيف حسب تصريحه أمريكا من المهاجرين الغير الشرعيين لضبظ و حماية الأمن العام من السلاح في الشارع ووعد ببناء جدار مع المكسيك و إرغامها على دفع تكاليف هذا البناء .
لترد هيلاري عن مزاعم منافسها الذي ادعى أن أوباما ليس مواطنا أميريكيا رغم افتقاره لأي دليل يؤكد وأكدت عن حجم تذمر العديد من الأفارقة الأميركيين و ذوي الأصول المكسيكية من تصريحات منافسها.
هيلاري خريجة جامعة بال استعانت بتجربتها في المحاماة و حسها القانوني و الأكاديمي للبحث في أرشيفات منافسها حيث اتهمت ترام بالعنصرية لرفضه توقيع عقد إيجار في ملكيته للاميريكين من أصول افريقية وذكرته بالمساءلة من طرف الشرطة مرتين جراء هذا التصرف واتهمته أيضا بعدم أداء أجور العمال.
انتهت المناظرة وانتظر الأميركيون النتائج، بعض مراكز استطلاع أعطت التفوق لهيلاري وأخرى لترامب لتخرج قناة سي ان ان بالنتائج الرسمية معلنة بـ %62 لهيلاري مقابل 27%. لترامب. والواشنطن يوست أكثر الجرائد انتشارا أعطت التفوق لهيلاري.
خلاصة، فالأميركيون يرون أن هيلاري هي الأحق برئاسة أمريكا حيث أنها تحرص دائما على إظهار أمريكا بالدولة الديمقراطية اللاعنصرية والرائدة الأولى عالميا فكما اختارت أول رئيس من أصول كينية فلها ثقة كبيرة في الناخبين الأميركيين المتشبعين بالمبادئ الأميركية القائمة على المساواة لتولي أول امرأة رئاسة دولة بحجم أمريكا.
في انتظار المناظرتين المتبقيتين يسود الانتظار والترقب من سيسكن البيت الأبيض يوم فاتح يناير المقبل ومن سيتعرف على القن السري النووي الأمريكي، هيلاري أم ترامب فلننتظر وإن غدا لناظره قريب
Facebook Achraf ben jilali
Email ahmed.achraf1@gmail.com