“سيروا مشية بلا رجعة”.

لا أعرف تحديدا إلى من ينبغي أن أوجه هذه الرسالة هل إلى أستاذ الرياضيات الذي أصبح وزيرا للثقافة رغم علمي اليقين أن لا سلطة له على وزارته أم إلى كاتبكم العام للوزارة الذي لا زال يمارس سلطاته ضدا على القانون وهو الآمر الناهي بوزارة الثقافة أم إلى مستشاريكم الذين يتخذون القرارات لتصفية الحسابات الشخصية في حين سيادتكم توقعونها لإرضاء الخواطر لا غير.

لقد أصدرتم أو بمعنى اصح اصدر المقربون من سيادتكم قرار إعفاء السيدة حفيظة خيي من منصبها كمديرة جهوية لوزارة الثقافة بجهة الدار البيضاء سطات وهذه الخطوة تحسب لمقربيك لأنه  وبكل بساطة استمعوا إلى نبض الموالين لسيادتهم و هم قلة وأصحاب مصالح لا غير  وتجاهلوا الأصوات العديدة لمختلف الفعاليات الثقافية والجمعوية.

 بإصداركم لقرار الإعفاء قطعتم الشك باليقين، وهو أنكم وزير لا يعلم شيئا عن انجازات وزارته على صعيد جهة الدارالبيضاء،
فدعني يا سيادة الوزير أضعكم في الصورة بما أن مستشاريك والمحيطين بك قد أخفوا عنك بعض الحقائق.

السيدة حفيظة خيي رغم حداثة توليها المنصب الذي لا يتجاوز السنتين ففي  عهدها فتحت أبواب المديرية أمام جميع المثقفين والفنانين والمهتمين حتى أن مقر المديرية الجهوية لوزارتكم أصبحت ذا صيت بجهة الدارالبيضاء بعدما كانت في السابق تعرف بالبناية الجامدة حيث يوجد سعيد مول الطون…

في عهد حفيظة خيي نظمت العديد من التظاهرات كمعرض كتاب الطفل، فهل سبق لمعاليكم أن سمعتم عن هذا المعرض في جهة من جهات المملكة؟ عفوا اعرف أن سيادتكم لا علم لكم بالموضوع، لذا اسأل كاتبكم العام أو اسأل مستشاريك  رغم علمي اليقين أن لا علم لهم ولا دراية لهم.

بالله عليك يا سيادة الوزير هل استمعت إلى أصوات الجمعيات الثقافية والمثقفين؟ هل اطلعت على العريضة التي وقعتها هذه الفعاليات أم أن مستشاريك بدل أن يطلعوك على العريضة قاموا برميها في سلة المهملات مثلما يوما ما هم أيضا سيخرجون من الباب الضيق إلى مزبلة التاريخ.
قد تعتقدون يا سيادة الوزير أني من موالي حفيظة و الله يعلم أني لم ألتقها إلا في مناسبة واحدة خلال حفل توقيع كتاب لأحد الكتاب المغاربة ولكن معرفتي بها تتمثل في  انجازاتها ونشاطاتها على صعيد الجهة والتي خلقت لها الأعداء قبل الأصدقاء.. لأني شاهد على بعض الفاشلين الذين ارتموا في أحضان وزارتكم فأصبحوا بين ليلة وضحاها مخرجين مسرحيين و مؤطرين وماهم إلا عين من عيون مستشاريكم و خصوصا كاتبكم العام .

المديرة الجهوية المقالة خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية والتنشيط الثقافي تعتبرها الأوساط التفافية بالدارالبيضاء ناطقة رسمية لهمومهم وانشغالاتهم والسيدة التي نزلت للميدان ولم تقفل عليها أبواب مكتبها
ما يقلق المثقفون أن خديجة العريم ليست من أهل الدار فهي خريجة المدرسة الوطنية للإدارة العمومية لها خبرة في الإدارة والميزانية على الخصوص.. وهنا يطرح التساؤل ما علاقة إطار مكانه الطبيعي وزارة المالية بوزارة الثقافة، اعتقد أن من سيجيب على هذا التساؤل هو كاتبكم العام و اشتم رائحة نتنة وراء هذا التعيين خصوصا مع الميزانية الضخمة التي ستخصص لهذه المديرية في إطار الجهوية الموسعة
لا أظن أن سيادتكم على علم بالمهزلة التي رافقت مهرجان عبيدات الرمى بخريبكة ابان تولي خديجة العريم لمندوبية وزارتكم بهذه المدينة وأسأل الجمعيات تؤتيك بالخبر اليقين، كما أحيلكم لمقال منشور بجريدة حزبكم بيان اليوم بتاريخ 27 يوليوز 2010 حول فشل هذا المهرجان.
هل في علم سيادتكم، الاحتقار الذي لاقاه كتاب مدينة خريبكة إبان تنظيم مهرجان الكتاب حيث أن المعرض عرف رواجا منقطع النظير للكراسي و الأروقة الفارغة و هذه الفضيحة احتجت عليها الفعاليات الثقافية بخريبكة، أما عن مهرجان الزجل بمدينة بن سليمان فلا حديث ولا حرج حيث ثم إقصاء أبناء المنطقة وتهميشهم مما أثار ردود فعل ساخطة كان أبرزها زجال المدينة الخضراء رشيد العماري الذي وصف خديجة العريم “بمولات زردة”.

 هذا باختصار بعض انجازات المديرة الجهوية الجديدة التي وقعتم على قرار تعيينها أو أرغمتم على توقيعه.. يا أستاذ الرياضيات خانتكم الحسابات باتخاذكم هذا القرار الذي هو في حقيقة الأمر توقيع لشهادة الوفاة للثقافة بجهة الدارالبيضاء.. قلتها بالأمس القريب نريد “ولاد الدار” و أهل الاختصاص لتولي المسؤوليات وهاهو المشهد الثقافي يجني ثمار إرضاء الخواطر و الكراسي ..سترحلون يا الصبيحي غير مأسوف عليكم انتم ومن اتبعك في قتل الثقافة ومثقفيها.

أيامكم صارت معدودة على هذه الوزارة اسمحوا لي يا سيادة الأستاذ الوزير أن ابعث إليكم بدعوة خالصة من القلب لكم و لكاتبكم العام ومستشاريكم. ..”سيروا مشية بلا رجعة”.

FaceBook : Achraf ben Jilali

Email :ahmed.achraf1@gmail.com