fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » آراء » لك الله يــــاوطني ..

لك الله يــــاوطني ..

أشرف الجيلالي

في عز الحرب العالمية الثانية وأمام ضعف الموارد المالية للجيش البريطاني طلب  أحد المستشارين من تشرشل أن يقتطع من ميزانية الثقافة من أجل دعم المجهود الحربي رفض تشرشل هذا الاقتراح بشدة و أجاب بمقولته الشهيرة: اذن من أجل ماذا نخوض هذه الحرب؟ 

أما في بلادي و يا أسفاه أصبحت الثقافة التي يتكلم باسمها الجميع في  آخر اهتمامات مسؤولينا، فوزارة الثقافة تعيش  على وقع وجود اختلالات إدارية خطيرة و قانونية  بالوزارة بدءا من وضعية الكاتب العام للوزارة  التي أصبحت غير قانونية، وفق ما تنص عليه النصوص الدستورية والقانونية والمساطر التنظيمية للتعيين في المناصب السامية ووضعية الكتاب العامين للوزارات، وعلى الخصوص الفصول 89 و90 و92 من الدستور والمرسوم رقم44-93-2 بتاريخ 29 أبريل 1993 يتعلق بوضعية الكتاب العامين للوزارات والمرسوم رقم 412-12-2 صادر في 24 من ذي القعدة 1433(11 أكتوبر 2012) بتطبيق أحكام المادتين 4 و5 من القانون التنظيمي رقم 12-02 فيما يتعلق بمسطرة التعيين في المناصب العليا التي يتم التداول في شأن التعيين فيها في مجلس الحكومة.

فلقد انتهت مهمة الكاتب العام شهر أبريل 2015، بوصوله إلى سن التقاعد ولم يوافق رئيس الحكومة على تمديد مهمته، مما يثير أكثر من تساؤل حول الصفة القانونية التي ما زال لطفي المريني يصول و يجول بها  داخل دهاليز الوزارة و لكن يبدو أن صلة القرابة العائلية بين الوزير و صهره الكاتب العام هو القانون السائد بهذه الوزارة و الفضيحة الكبرى أن من يتخذ القرارات داخل وزارة الصبيحي  هو الكاتب العام نفسه مادام انه لا زال يمارس كل صلاحياته.

حتى أن تعيينه ككاتب عام أسال الكثير من المداد، فبعد تقاعد الدكتور أحمد كويطع سنة 2013 تشكلت لجنة لفرز الملفات المرشحة واختيار 3 أسماء في النهاية، مفروض أن يقدمها وزير الثقافة بتوصية من تلك اللجنة إلى رئيس الحكومة ومن بين 31 ملفا قدم ترشيحه  احتفظت اللجنة في مرحلة الفرز النهائي ب 7 ملفات،  حينها كان الكاتب العام الحالي المحظوظ مهاجرا في كندا، وطلب منه الحضور إلى المغرب و بقدرة قادر،   لم يقدم لرئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران، سوى اسم محمد لطفي المريني لشغل هذا المنصب، منذ تعيينه في هذا المنصب و المصائب تتوالى على وزارة الثقافة و أطرها، فخلال السنتين الماضيتين لم تنظم وزارة الثقافة مباراة الولوج للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي و  يروج في الكواليس بقوة ان هناك قرار لم يتم تفعيله بعد هو  إغلاق المعهد العالي للفنون المسرحية و التنشيط الثقافي و هذا في حد ذاته جريمة لا تغتفر في حق المغرب و شبابه الطامح،  ربما أن السيد الكاتب العام له عقدة من الطبقة المثقفة، فهو لا يجد حرجا أن يعلنها صراحة انه ضد دعم الفرق المسرحية و يصفه بالتخربيق حتى أن بعض أطر الوزارة يلقبونه بالسيد التخربيق، و في شهر فبراير من هذه السنة انفرد الكاتب العام المتقاعد بالإعلان عن  تنظيم مباراة لتوظيف 12 من أساتذة التعليم الفني، من الدرجة الثالثة، دون العودة إلى قسم الموسيقى التابع لمديرية الفنون، مما جعل العديد من خريجي المعاهد يصفون الإعلان  بالمرتجل وعندما تم تنبيهه إلى الأمر، برر اختياره بكونه اجتمع مع مدراء المعاهد، وعرف منهم الخصاص الذي تعرفه المؤسسات التي يشرفون عليها و هذا ما نفاه مدراء المعاهد.

زلة أخرى من زلاته و دائما بعد إحالته على التقاعد هو تصريحه لوكالة إيفي الإسبانية  بعدما فوتت وزارة الثقافة صفقة لتدبير المآثر التاريخية لمدينة مراكش لشركة فرنسية Culture Espace لمدة عشر سنوات بأن التسيير المباشر لوزارة الثقافة لهذه المآثر لم يأت بالنتائج المرجوة 

لأن وزارة الثقافة لا تتوفر على المعدات أو وسائل الترويج أو الخبرة الدولية لتسيير هذه المعالم.”

ألا يعتبر هذا التصريح طعنا للكفاءات العالية المغربية التي تزخر بها الوزارة التي تعاني التهميش والإقصاء، مثال آخر على فوضوية القرارات هو نيته إصدار قرار بتنحي السيدة حفيظة خيي من منصبها كمديرة جهوية للثقافة بالدارالبيضاء، حتى أن العديد من الجمعيات الثقافية و الفنانين والصحافيين وجهوا رسالة استعطاف لوزير الثقافة من أجل إلغاء قرار تنحي السيدة حفيظة خيي

فرغم أن مدة تحملها المسؤولية لا تتجاوز السنتين فان مختلف مقاطعات ولاية الدارالبيضاء عرفت حركية ثقافية و فنية عبر العديد من الشراكات إضافة لتنظميها العديد  من التظاهرات الثابتة  كتنظيم معرض الطفل في دورتين و ملتقى الإبداع النسائي احتفالا بالمرآة المبدعة كل ثامن مارس وأغنت المشهد الثقافي بحضور بارز لم تشهد مثله ولاية الدارالبيضاء وهذا بشهادة الجميع .ربما أن الكاتب المتقاعد يلبي رغباته السادية  باغتيال الكفاءات المغربية الشابة دون حسيب ولا رقيب وأمام كل هذه المعطيات يطرح السؤال لماذا لم يتدخل رئيس الحكومة لوضع حد لهذا الريع السياسي و يطلب تعيين كاتب عام جديد ؟ هل من أجل إرضاء حلفائه في التقدم و الاشتراكية نغتال شبابنا و أطرنا؟

سيدي بنكيران أيامك معدودة في هذه الحكومة و أنت أمام اختبار حقيقي  أمام ضميرك و أمام مبادئك إما أن تختار  بين مصلحة الوطن فتتدخل لتنقذ الكفاءات  و الثقافة المغربية و سيشهد لك التاريخ جرأتك و أما بين مراعاة مصالحك و مصالح حلفائك و عندها  ستفقد مصداقيتك أمام أهم شريحة مغربية و هي الشريحة المثقفة و ستصبح رمزا للا قول و لا فعل،  فوطني يا سيدي الرئيس لم يعد يتحمل قبر مبدعيه و لسان حالهم  قائلين : لك الله يا وطني.

Facebook: Achraf ben jilali

video-youtube-banner

شاهد أيضاً

SAVE 20231115 095147

الجامعة العربية تاريخ من الفشل في معالجة القضية الفلسطينية

عبد الإله شفيشو / فاس (أكد القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.