ربما صار عاديا في المغرب أن تسمع أو تقرأ عن شخص تعرض للظلم ضدا على القانون، فلازال المواطنون المغاربة يفتقدون إلى القوة الكافية لينتزعوا حقوقهم باسم هذا القانون. وصار عاديا أيضا أن تقرأ وتسمع عن مسؤول رفيع اعتدى على مواطن، أو هضم حقوقه، ولم يسترجع المواطن حقه، ولا نال المسؤول عقابه.
لكن، ما لم يكن عاديا بالنسبة لي هو أن أجلس إلى جانب أحد المظلومين الذين تشعر بالتعاطف معهم مع أول فصل في الحكاية، فقد جلست لساعتين انصت إلى السيد حسن موحو وهو يحكي بصوت جريح وانفاس متقطعة دون ملل، وبالتفاصيل الدقيقة جدا مسار حكاية جاءت به من أمريكا، حاملا مالا واستقرارا أسريا ومهنيا، وحلما بتقديم خدمة لبلده، ليجد نفسه في الأخير مجرجرا بين دهاليز المحاكم وقد فقد ماله، وانهار بيته وعمله… فقط لأن مسؤول رفيعا رفض أن يمنحه مستحقاته.
المستثمر المغربي جاء من أمريكا سنة 2009 بعد أن قضى فيها أزيد من 25 سنة. وتكلف بتشييد المركز الوطني للكراطي الذي كان قد دشنه ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وفي النهاية امتنعت جامعة الكراطي عن أداء ما بذمتها لفائدة شركته،وقد بلغت مستحقاته العالقة مبلغ المليار 150مليون. وحين أعياه التماطل، وأثر ذلك في حياته الأسرية الاجتماعية، حيث ثم الحجز على منزليه بأمريكا والمغرب، ولان المصائب لا تأتي فرادا رفعت زوجته دعوى في المحكمة من اجل الطلاق و هذا ما وقع حيث وقع الانفصال سنة 2015 وكم كانت مفاجأته كبيرة حينما توصل بنسخة من التقرير الذي رفع للديوان الملكي من طرف الجهة الأمنية التي أوكلت لها التحقيق في هذه الشكاية حيث دوّنوا فيه أن المشتكي في نزاع مع جامعة التكواندو وليس جامعة الكراطي، لا لشي إلا لأن جامعة الكراطي المعنية بهذا النزاع يرأسها الحارس الشخصي للملك السيد مقتبل… وها هو الحارس الشخصي للملك مازال يرفض حضور الجلسات مما يؤدي إلى تأجيل البث في القضية، وكلما زاد الوقت، ازداد انهيار الرجل، وازداد شكّه في عدالة بلده.
يتحدث السيد حسن موحو بحرقة كيف رفض إلحاح السفارة الأمريكية عليه من أجل العودة إلى أمريكا مع توكيل محام كبير يرفع قضيته ضد خصومه، وإدراج ملفه ضمن تقارير حقوق الإنسان بالمغرب، ولكنه رفض, رفض بشدة.. لأن باب الأ مل الأخير لم يطرقه بعد، وهو باب الملك.
المستثمر المظلوم يسأل: أيرضيك هذا يا جلالة الملك؟ هو متأكد بأن جلالة الملك لا يعرف تفاصيل قضيته، ولا يعرف أن حارسه الشخصي هضم حقوق مستثمر مغربي أراد ان يستثمر أمواله في بلاده، لأن جلالته لو كان يعرف لما تردد في إيقاف هذا الظلم، ولأجبر حارسه الشخصي على الحضور إلى المحكمة على الأقل لتأخذ العدالة مجراها.
ليتنا جميعا نضم أصواتنا غلى صوت حسن . وإلى أصوات كل المظلومين، ونصرخ: “واش يرضيك هاد الشي يا سيدنا.
Facebook: Achraf ben jilali
الظلم ظلمات يوم القيامة