كم أنت طيبة يا ماما أمريكا فعلا كنت لبقة وأنت تعتذرين عن خطيئتك المقصودة حين أدرجت إسما لا علاقة له بالقضية التي تحدث عنها تقرير خارجيتك. لكن لم تعتذري عن خطيئتك التي تتكرر كل عام.
ففي كل سنة تصدر وزارة خارجيتك تقريرا عن حقوق الإنسان في العالم، ودائما ما تستثنيك. أم علينا ان ننتظر تقرير وزارة داخليتك لنعرفك كما تعرفيننا.
أشهد أنك الراعية الرسمية لحقوق الإنسان في العالم، بدليل أن تقريركم يتحدث عن كل صغيرة و كبيرة تتعلق بالخروقات التي يشير إليها حتى ولو كانت الحقائق المنشورة مليئة بالمغالطات و الأكاذيب مثلما صرح سفيركم السابق في المغرب إدوارد غابرييل. هل سمعته يقول إن تقرير وزارة الخارجية حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب يتضمن معلومات خاطئة يتعين تصحيحها و توضيحها؟
نعم، لقد قال :”كنت بنفسي أشارك في إعداد تقارير حول حقوق الإنسان لفائدة وزارة الخارجية الأمريكية حينما كنت سفيرا في المغرب، وأعرف كيف يمكن أن تتضمن هذه التقارير أحيانا، معلومات خاطئة نقلا عن مصادر مختلفة واسمحي لي أن أسألك: ماذا عن حقوق الإنسان في بلادك الذي لا يشير إليه تقرير خارجيتك السنوي لا من قريب و لا من بعيد؟
أبشرك يا ماما أمريكا بأن تلاميذك في العراق يسيرون على نفس المنوال الذي رسمته لهم، من اغتصاب علني للسجناء السجينات وتحريض الكلاب الشرسة على نهش أجساد السجناء والتعذيب بالصعقات الكهربائية، والتبول والتبرز على أجساد السجناء وإجبارهم على ممارسة اللواط… أليست هذه الممارسات هي جزء من أفعالك ودروسك في حقوق الإنسان؟
لا يختلف اثنان أن محاولة ظهورك بمظهر القلب الحنون الطيب المحب للكائنات تثير الضحك، فخلال زيارتي لأمريكا اكتشفت أن حكومتكم أنشأت شرطة خاصة لحقوق الحيوان مهمتها تلقي الشكاوى عن أي خرق لحق الحيوان في الحياة الكريمة، وفي حالة إثبات حالة ما، يتم نقل الحيوان إلى مصحة خاصة مع اعتقال المعتدي الذي أهمل الحيوان في إطعامه و العناية به. لن أتهكم على هذا التصرف النبيل والمؤثر، ولكن يا ماما أمريكا، أن تقيمي الدنيا و تقعديها من أجل حيوان، لن يغطي سوأتك الفاضحة في انتهاك حقوق الإنسان يوميا على أرضك. لقد رأيت مؤخرا رجال شرطتك يقتلوا شابا أسود مقعدا، فقط لأنه لم يستطع رفع يديه إلى الأعلى حيث نصفه اليمين مشلول. ورأيتهم يقتلون شابا أسود مشردا، فقط لأنه لم يستطع الوقوف بسبب ثمالته.
اسألي وزارة دفاعك عن فظاعتها لتعرفي مقدار الاشمئزاز الذي يثيره نفاقكم ايها الأمريكان.
بعدما أبدتم الهنود الحمر وشوهتم صورتهم باعتبارهم همجيين، لتغتصبوا ارضهم. قتلتم الملايين بدم بارد على مر السنين من هيروشيما إلى العراق وأفغانستان… فكيف يحق لكم التباكي على حقوق الإنسان؟
تبيعون للدول كل الآلات لقمع مواطنيها، وتتباكون.
زورتم الوقائع من جهلكم من أجل مساندة المهداوي و نسيتم انكم تطالبون برأس مسرب وثائق و يكيلكس.
تمولون كل من يزعزع استقرار بلده، من الميليشيات المسلحة إلى تنظيمات الدولة.
تقتلون أسامة بن لادن وترمون جثته في البحر، ولكن بعد أن تصلوا عليه صلاة الجنازة. كم انتم طيبون أيها الأمريكان.
لن ينسى التاريخ تجربة تودسكيجي ذاك البرنامج السري الذي حول البشر إلى فئران تجارب لمدة 40 عاما.
لن ينسى “أونا بينغا” الرجل القزم الذي تحمل سفالة أمريكا عندما اشتراه تاجر اميريكي يدعى سامويل فيرنر من أفريقيا بحفنة من الملح وأخذه إلى سانت لويس الأمريكية، وهناك وضعوه في قفص بحديقة الحيوان مع الشامبنزي، ليتفرج به الناس كحيوان، ويودع الحياة بعدها منتحرا
اسألوا جون مايكل تورنر الجندي السابق في العراق الذي عبر عن ندمه عن الفظاعات التي ارتكبها في العراق و فضح أوامر قادته الذين استرخصوا دماء العراقيين و تتكلمون عن حقوق الإنسان تبا لكم..
ماما أمريكا إذا نسيت فظائعك. في أبو غريب و غوانتنامو وفيتنتام و اليابان و العراق والصومال و سوريا
فنحن لن ننسى
Facebook: achraf ben jilali
Email: [email protected]