قال الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، بأن الصورة السائدة عن الشاعر نزار قباني بأنه” زير نساء” غيرواقعية على الاطلاق. مشيرا بان نزار خجول لدرجة إذا غازلته فتاة في مقهى احمرّ وجهه. وقال بانه يشتاق لمحمود درويش الذي تربطه به حكاية خاصة. وتابع” العلاقة الإنسانية بيننا أقوى من الشعر بكثير. ففي واحدة من رسائله المتأخرة لي قال: «صداقتنا أقوى من الحب» . علاقتي بمحمود ظاهرة إنسانية فريدة في الأدب العربي على الأقل، ومزيج من الحالة الإنسانية كفرد من العائلة كما كان راشد حسين من قبله كما كنت أنا لدى أسرتهما”. وكشف القاسم عن قصة حب جمعت محمود درويش بفتاة يهودية تدعى” تمار بن عامي” حيث كانت شابة ومثقفة و فنانة تقدمية، وخلوقة وجميلة، وقد أحبها ووصلا مرحلة الزواج وكانا قريبين من الارتباط، لكنها فشلت بسبب الصراع العربي الاسرائيلي والخصومة الفلسطينية الإسرائيلية أثرت، فهي تقدمية لكنها يهودية، وهو تقدمي لكنه فلسطيني. حيث تفشل معظم الزواجات المختلطة بضغط المجتمع وضغط القضية.
ولفت القاسم في حوار له مع صحيفة القدس العربي، بأن الشاعر الجواهري شاعر عظيم بمزجه الكلاسيكية بالحداثة بعبقرية لكنه مظلوم ولم يحظ بالتكريم المستحق كشاعرو مناضل. وأكد الشاعر سميح القاسم رفضه لصفة” أشعر العرب” التي يلقبونه بها الآخرون. منوها بأنه لايميل إلى هذه الصفات . مشددا على أن المتنبي هو أشعر شعراء العالم في نظره. ونوهة إلى أنه ليس متواضعا بالشعر. وعبر الشاعر سميح القاسم عن عدم رضاه -على الإطلاق- عن دور المثقفين العرب تجاه ما تمر به الأمة من معضلات ومن طائفية ومذهبية ، مشيرا بأنه لا توجد حملة محترمة من المثقفين العرب في هذا الاتجاة.
وحول مدى هاجس الموت بالنسبة له، قال القاسم “لا أريد أن ادعي بطولة غير منطقية. مرض خطير كالسرطان يهدد الحياة تهديدا مباشرا ولدي مشاريع. مشاريع كتابة، أحفاد، بناء وسفر. بدون شك ضايقني المرض لكن بطبيعتي وأنا من برج الثور العنيد جدا قلت في لحظة بدعابة: إشرب.. إشرب فنجان القهوة يا مرض السرطان كي أقرأ بختك بالفنجان… إشرب. بعد الفحوصات الطبية لم يصارحني الطبيب العربي فقال مساعده الطبيب اليهودي بعد تردد: نشك أن لديك ورم؟ فقلت يعني سرطان؟ فأجاب: نشك لكن غير مؤكد! فسألته: سرطان؟ فقال مرتبكا: نشك! عندها قلت: السرطان من ثمار البحر ولا أحب ثمار البحر… أحضر لي سمكة. ففوجئ وقال: هذه أول مرة أسمع هكذا رد فعل. فقلت: لدي إيمان، فكل نفس ذائقة الموت وسأموت كبقية الناس، إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. هذه قناعة إيمانية منذ طفولتي ورثتها من جدي وأمي ووالدي وراض بها، وقد خاطبت الموت: أنا لا أحبك يا موت لكنني لا أخافك/ وأعلم أن سريرك جسمي وروحي لحافك/ وأعلم أني تضيق علي ضفافك/ أنا لا أحبك يا موت لكنني لا أخافك.هذا شعوري الحقيقي فأنا لا أحب الموت لأني أحب أن أعيش ولكن إذا «إجا: … طز عليه»