منذ أن تلقت خبر وفاة زوجها في حادثة سير لما تتوقف الزوجة حليمة عن البكاء والعويل. حليمة التي أصبحت اليوم أرملة كانت أدلت لنا بالأمس بتصريح يحمل أكثر من مرارة وحزن عميق عن قرار الهدم الذي حمله إليها باشا مقاطعة عمالة بن امسيك والذي لم يستسغه الزوج الفقير على اعتبار أن عائلته الفقيرة سيقذف بها إلى الشارع لتواجه مصير التشرد.
حليمة لم يعرها باشا المنطقة بأدنى اهتمام، حيث اكتفى باستفزازها، بأن الجرافة التي ستدهس البراريك هي الكلمة الحسم. لهذا فالقرار نزل على العائلة كالصاعقة، لأن الهدم سيكون مقابله الخروج إلى الشارع دون الحصول على سكن يضمن لهم الكرامة والعزة.
السلطات المحلية لا تنتبه إلى مثل هذه الأمور، فهي ماضية في معالجة بقايا دور الصفيح بأكبر كريان بالدارالبيضاء بضربة من حديد، دون مراعاة ظروفهم الاجتماعية، ولعل ما يثير الاستغراب هو هذا التجاهل الكبير لهذه الأصوات التي تنادي بأن الهدم يقابله الحق في الحصول على سكن لائق، لكن لا حياة لمن تنادي.
حليمة بعد توصلها وزوجها بقرار الهدم، فقدت اليوم زوجها الذي يعمل كبائع خضر في حادثة سير مروعة، وهاهي مهددة غدا بمغادرة البراكة التي تقطنها وإلى سوف تسقطها الجرافات فوق رأسها، بينما السلطات لا تولي أي اهتمام لهذه المآسي التي يحصيها سكان براريك كريان سيدي عثمان، مما ينذر باحتقان الوضع وسقوط المزيد من الأرواح.
إعداد: رشيد أسارة/تصوير عبد الباسط كرنوي
(الشريط الثاني من الأرشيف ويتضمن تصريح حليمة أثناء خروجها من مكتب الباشا).