قبل أن نخوض فيما لم نكن نحب أن نخوض فيه؛ سأسأل سؤالا بعدما ألقت مخرجة الجنس إيناس الدغيدي أي ذرة حياء وطرحتها أرضا وخرجت بتصريحاتها المتبجحة عن أنه لا يوجد أي موانع في العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة بدون زواج؛ وأنها حلال وليست زنا، سأسأل سؤالا: لماذا لم يعلق أي فنان أو فنانة بالرفض على كلامها ولم يعتبر أحد تصريحاتها تلك مثلا سبة في وجوههم؟! وهل يستطيع أحد أن يفعل ذلك منهم؟!
إنه لم يستطع أحد من الفنانين أو الفنانات أن يوجه أي لوم لها لأنه لن يجرأ أحد على ذلك وإلا فرشت له إيناس “ملاية” السينما؛ التي وسعت معظم الفنانين.
فالمجتمع الفني قد أصبح منذ فترة بعيدة يعيش نفس حياة المجتمع الفني في أي بقعة من بقاع أوروبا أو الغرب عموما وبدأ الأمر بالسلام بين الفنان والفنانة (أو هكذا يظنون أنهم فنانين) بالأحضان والقبلات تقليدا للغرب، وشيئا فشيئا أصبح المجتمع الفني جزءا لا يتجزأ من الغرب وأصبح الحرام شيئا عاديا والسفالة والقذارة عادات يومية والانحطاط الأخلاقي تمدن وحضارة، والشذوذ الجنسي قمة ما وصل إليه البعض من حريات شخصية!!
وإذا سألت أين أنتم من مجتمع إسلامي تعيشون فيه؟! ده إذا عرفت تسأل يعني.. سيقال عنك متخلفا رجعيا عبيطا لا تعرف أن العلاقة بين الرجل والمرأة قد انصهرت إلى حد الذوبان، وأن أي قيود فرضتها الأديان لا تناسب عصرهم التعس!!
وتحول حلم المدينة الفاضلة التي بحث عنها الأدباء والشعراء إلى كابوس على أرض الواقع لمدينة إيناس الدغيدي الفاحشة على أرض الفنانين أو الذين يزعمون أنهم كذلك في معظمهم، ولذلك حينما ترى الإنتاج الفني في أغلبه لعموم هؤلاء المسوخ الفنية الذين يدعون أنهم نجوم ونجمات ستجده إنتاجا من القذارة والدعارة والجنس والعلاقات المحرمة والشذوذ والرقص والعري.. ومن يجد غير ذلك في السينما في عمومه فليخبرني لأني أريد أن أشاهد فيلما واحدا محترما وغير خادش للحياء.
وقد كنت لا أحب أن أتناول مثل هذه الموضوعات؛ إلا أن الدغيدي فاقت حدود التبجح المعهود منها فلا أقل من أن نسلط الأضواء على حياة من يطلقون على أنفسهم زهوا وفخرا فناني هوليود الشرق، والفضائح تأتي من داخلهم وليس من أحد غيرهم.
ففي فترة من الفترات اتخذ الفنان الشاب أحمد فاروق الفيشاوي قرارا باعتزال الفن وعاش مرحلة من التوبة والالتزام الديني قبل أن ينكص على عقبه وتأخذه أضواء المدينة الساقطة التي كشفها أثناء فترة اعتزاله للفن، وقال الفيشاوي في عدة حوارات منشورة خلاصة ما شاهده وعاينه في المجتمع الفني وجعله يعتزل وينأى بنفسه عن حياة أطلق عليها بنفسه حياة البهائم.
وقال “الفيشاوي” نصا إن المجتمع الفني في مصر يشبه حياة الجاهلية قبل الإسلام، بل إن حياة الجاهلية تلك كانت فيها بعض الضوابط الأخلاقية التي حتى لم أجدها في المجتمع الفني، فكل شيء فيه مباح وأي شيء تتخيله يحدث، وكلمة الحرام تلك محذوفة تماما من القاموس، وقال إنه اعتزل لإصابته بحالة من القرف، فحفلات الجنس وسهرات الرقص والخمور تحدث بصفة يومية، وكنتُ في أول دخولي للمجال كنتُ أتبادل السلام باليد فقط فكانوا يتضاحكون لحالي ويقولون عني: لسة جديد!!
فالسلام بالقبلات والأحضان الساخنة والسهرات هي سهرات ألف ليلة وليلة.. جنس وخمور وكل أنواع الرذائل التي تحدث بصورة عادية كما يشرب الناس المياه.
واسترسل “الفيشاوي” في الحديث عن بعض الأشياء بتفاصيلها التي لن نذكرها عن فنانات بعينهن، وانتشار القوادة في المجتمع الفني والتقاط الجميلات من الشوارع من عيون فنية لإهدائهن للمخرجين وكبار الفنانين.
وقد كتب فيما سبق أحد الصحفيين الذين يملكون جريدة خاصة مقالا مطولا أيضا عما عاينه بنفسه في ذلك المجتمع الفني، وقال إنه كان يذهل من رؤية مشاهد تمثيلية بين فنانة متزوجة من زميل فنان لها يشارك معها في نفس الفيلم ولكن قصة الحب في الفيلم تدور بينها وبين فنان آخر وتقوم بتمثيل المشاهد الجنسية الصارخة وتبادل القبلات والأحضان الساخنة بينها وبين الفنان الزميل لها وللفنان زوجها الذي يمثل دورا آخر، يقول الكاتب الصحفي: كنتُ أتعجب كيف يتحمل ذلك الرجل أن يرى زوجته هكذا أمامه مع زميل له، وكاد يصيبني الجنون من هذا المجتمع المريض حتى صعقت بعد أن رأيت في حفلة من الحفلات التي ضمت جمعا غفيرا من الفنانين والفنانات وهم يسهرون يوميا حتى الصباح، وفي هذا الحفل الصاخب كانوا يتراقصون في أحضان بعضهم البعض بجنون والخمر يصبح سيد الموقف مع أنغام الموسيقى، وبعد ساعات قاموا بعمل علمت فيما بعد أنه شيء عادي ويفعلونه كثيرا حينما قاموا بإطفاء الأنوار وأصبحت الدنيا كحل وفي هذه الأثناء يبحثون عن بعضهم كل رجل أو فنان يبحث عن واحدة ومن يحتضنها تكون من نصيبه ويكمل معها سهرته في الدور العلوي، ووجدت أن تبادل الزوجات يحدث في الواقع كما يحدث في التمثيل على الشاشة.. ففهمت أن الديوث ديوث سواء في التمثيل أو في الواقع ولم أعد أندهش من رؤية فنانة تقوم بأداء اللقطات الجنسية مع فنان أمام زوجها الفنان فقد عاينت ذلك على الطبيعة!!
المقال حتى لا يدعي أحد أننا نقدم مصادر مجهلة هو للصحفي الراحل ممدوح مهران، وهو مقال مطول وبه الكثير من التفاصيل الأخرى التي كشفت المجتمع الفني.
وفي النهاية أذكر أني كنتُ أشاهد برنامج اسمه (أنا والعسل) لواحد لبناني اسمه “نيشان”.. وسأل النيشان هذا ضيفته الفنانة لبلبة سؤالا يقول: تفتكري مين أكتر واحد باسك في أعمالك السنمائية؟!.. شفت قذارة السؤال؟!
فأجابت ضاحكة ومقهقهة: عادل إمام طبعا.. ده عادل باسني أكتر من جوزي نفسه!!
شفت سفالة الإجابة!!
نصر العشماوي