يبدو أن سلطات عمالة مقاطعة بن امسيك عازمة بقوة على محو آخر بقايا كريان بن امسيك سيدي عثمان الذي كان يعتبر من أكبر التجمعات الصفيحية على الصعيد الوطني، ورغم أن عدد الأسر التي بقيت تقبع داخل هذه الجحور البائسة جد قليل، فإن سلطات العمالة فشلت كعادتها في تدبير مصير المئات من العائلات التي يعوزها فقط سكن لائق يضمن كرامتها.
الشهادات التي استقينا من عين المكان، كشفت بحدة عن العديد من الخروقات التي تلاعبت بها أيادي المقدمية والشيوخ والقياد الذين تداولوا السلطة بهذه المنطقة منذ سنة 1982.
بكاء، صراخ واحتجاجات قوية على قرارات ذبحتهم من الوريد إلى الوريد، حيث ستهدم البراريك فوق رؤوسهم دون الحصول على سكن يضمن الكرامة والعزة لهم.
ورغم تعقد هذا الوضع المشحون والذي يترجم وجود صراع أزلي بين سلطات العمالة وسكان الكريان، فإن ما يثير الاستغراب هو غياب المنتخبين، خاصة رئيس المقاطعة الذي تركهم معزولين يواجهون مصيرهم الأسود لوحدهم.
لقد كان الكريان مأوى للمناضلين البواسل الأحرار الذين قدموا لهذا البلد العزة والكرامة، كذلك كان الكريان معادلة مهمة للظفر بكرسي الرئاسة الانتخابية خلال كل الاستحقاقات التي مرت بالمنطقة، لكن اليوم لم يبق من كريان بن امسيك سوى بقايا قليلة من البراريك المعزولة وبعض الأسر البائسة، والتي كان من الأجدر إيجاد مخرج مشرف لها، بدل هذا التعامل اللإنساني، الذي لم يعر أي اهتمام لا للأطفال ولا للشيوخ ولا للنساء.
اعداد: رشيد أسارة/حسن متعبد