أدانَ مُواطنون مغاربة بشدة العمَل الإرهابي الذي استهدف تونس يوم الجمعة الماضي وأوْدى بحياة 37 سائحا، خلال وقفة تضامنيّة نُظمت مساء أمس الثلاثاء أمام مبنى السفارة التونسية بالعاصمة الرباط، حضرها من الحكومة كل من وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية مباركة بوعيدة.
وبدأ المشاركون في الوقفة الرمزية بترديد مقطع “إذا الشعبُ يوما أرادَ الحياة”، وندّدوا بالعمل الإرهابي الذي ضربَ تونس، وتوحّدت اللافتات التي حملها المشاركون في الوقفة إلى جانب أعلام تونس في شعار “الإرهابُ لن يمرّ”، ورُدّدت خلال الوقفة شعارات أخرى مثل “إرهابي برّا برّا تونس أرضي حرة”، و “إرهابي يا جبان، شعب تونس لا يُهان”.
وقالتْ الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون مباركة بوعيدة، “ما حدث في تونس فاجعة حقيقية نندد بها، ونرفض رفضا تاما أية عملية إرهابية أو تهديد أرواح الناس بصفة عامة، خصوصا في منطقة كانت معروفة بالأمان والاستقرار وفي بلد عزيز وشقيق، وله قيمته ومكانته وشعبه مشهود له بحريته وثقافته من أجل الديمقراطية”.
وعمّا إذا كانَ ما حدثَ في تونس يشكّل تهديدا للمغرب، للقرب الجغرافي بينه وبين تونس، قالت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون إنّ ظاهرة الإرهابِ أصبحت معولمة، وهو ما يجعله مهددا للعالم أجمع، وأضافت أنّ المغرب “يعيش جوا من الاستقرار والأمن، مبني نتيجة عمل جبار قام به المغرب خلال عشرات السنوات الأخيرة”.
من جانبها قالتْ حنان رحاب، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إنّ ما حدث في تونس، وما يحدث في بلدان أخرى التي تربط المغربَ بها قواسم مشتركة، هو مُصابٌ حلّ بالجميع، وأضافت “كلنا نستشعر خطرا كبيرا وصلنا من تونس، ويصلنا من بلدان أخرى، ونستشعر أنّ منطقتنا لم تعد مطمئنة ولم نعد آمنين في ظلّ تنامي الأعمال الإرهابية”.
واستطردت رحاب أنّ “الذئاب المنفردة” التي نفذتْ أعمالا إرهابية بحرَ الأسبوع الماضي في كلّ من تونس والكويت وفرنسا توجد في المغرب، وإنْ كانت حالات معزولة عن الواقع العام، إلا أنها إذا جمعناها في حالة واحدة نجدُها مرتبطة بخيط ناظم واحد، “وهذا ناجم عن كوننا نعيش حالة من الردّة الحقوقية والردة القانونية والردة الثقافية الغريبة عن الشعب المغربي”.
“يجب أن نكون حازمين مع خطابات الكراهية والتكفير، فالإرهاب يبدأ بكلمة قبل أن يتحوّل إلى رصاص أو تفجير”، تقول رحاب، وتابعتْ أنّ ما يحدث اليوم في المغرب “أشبه بالجوّ الذي كان سائدا قبل أحداث ماي 2003 التي هزّت مدينة الدار البيضاء، لذلك فالمغرب ليس في منآى عن ضربات “داعش”، وعن مخططات “ذئابه المنفردة”، خصوصا وأن أكثر من 2000 مغربي يقاتلون في صفوفه”.