fbpx
الرئيسية » آراء » شكون انت في ملك الله ؟

شكون انت في ملك الله ؟

في عالم تتسابق فيه الدول لترسيخ صور إيجابية عنها في الخارج، وتستثمر الملايين لتقديم المغرب كوجهة سياحية آمنة ومضيافة، يفترض أن يكون المواطن أول المدافعين عن هذا الوجه المشرق. لكن ما حدث يوم الأحد 11 ماي 2025 على متن الرحلة الجوية رقم 3O386 بين مالقة والدار البيضاء، شكل صدمة لا بسبب خطر خارجي، بل بسبب سلوك صادم من أحد الركاب المغاربة.

مع انطلاق عملية صعود الركاب واستقرارهم، وجد ثلاثة أفراد أن الخزائن العلوية ممتلئة، فقرروا وضع ثلاث عربات تسوق ضخمة تحت مقاعد الصف الأول، في تحدّ صريح لقوانين السلامة الجوية الدولية.

طاقم الطائرة تعامل مع الموقف بمهنية، وشرح بكل هدوء أن ما أقدموا عليه غير مسموح به ويعرض سلامة الجميع للخطر. وعندما لم يتغير الموقف، تدخلت المسؤولة عن الرحلة بمطار مالقة، محاولة إقناع الشخص المتعجرف بضرورة احترام القوانين، إلا أن لغة التعجرف والاستعلاء استمرت منه، مع تكرار عبارته: “واش ما عرفتوش شكون أنا؟”
شكون انت في ملك الله ؟ و سنعرف من انت بعدما تلقيت وعدا من أحد المسافرين أنه سيبعث لي بفيديو سجله أحد أصدقائه خلسة
السلوك المتغطرس لهذا الشخص لم يتوقف عند حدود التعدي على القوانين، بل وصل إلى استفزاز الركاب وعدم احترامهم، متسببا في تأخير الإقلاع لأكثر من ساعة ونصف، وتأخير الوصول إلى مطار الدار البيضاء بساعة و27 دقيقة. الأسوأ من كل ذلك، أن المشهد جرى أمام أعين سياح أجانب، في لحظة كان من المفترض أن تكون أول انطباع إيجابي عن المغرب.
لكن الموقف الذي سيظل عالقا في أذهان من شهد الحادث، ليس فقط التصرف الأرعن، بل الرد الراقي من سيدة مغربية توجهت إليه قائلة عند الوصول مالك آ سيدي؟ منين طلعت وانت داير البلبلة؟
ولو أنه كان يعرف من تكون تلك السيدة، لخجل من نفسه ومن (المركز) الذي لوح به مرارا، والذي سنتعرف عليه عاجلا أم آجلا.
إن مثل هذه التصرفات الفردية، مهما بدت بسيطة، قادرة على تشويه صورة وطن بأكمله، وتدمير جهود مؤسسات كاملة تسعى لتقديم المغرب كما يستحق. ولذلك، وجب فتح تحقيق شفاف للكشف عن هوية الشخص المتسبب في هذه الفوضى، وتحديد مسؤوليته كاملة.
فمن يسيء لصورة المغرب من قلب السماء، يجب أن يحاسب على الأرض.
لأن احترام الناس والنظام خط أحمر
وشكرا لك أيتها السيدة النبيلة، فقد نطقت بما عجز عنه الكثير.

شاهد أيضاً

الصحراء المغربية مثل الحقيقة لا تقبل التفاوض حولها من منظور الدكتور العياشي الفرفار

الخطاب الملكي، بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشر، كان خطابا حازما، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *