تأسس نادي سطاد المغربي عام 1919 على يد معمر فرنسي، ليتحول بعد الاستقلال إلى أحد أبرز الأندية متعددة الرياضات في المملكة، حيث برز في كرة القدم وألعاب القوى والتنس والكرة الحديدية وكرة السلة. ومع ذلك، شهد النادي في السنوات الأخيرة تراجعاً كبيراً على جميع المستويات، بسبب سوء الإدارة وغياب الرؤية الاستراتيجية، ما جعل بعض المراقبين يشبّهون طريقة تسييره بـ”إدارة الضيعات الفلاحية”، حيث تعمل كل فرع بشكل مستقل بعيداً عن معايير الحكامة الجيدة والمبادئ الديمقراطية.
فرع الكرة الحديدية: نموذج للفوضى
يُعد فرع الكرة الحديدية مثالاً صارخاً على هذه الاختلالات، حيث يتمتع باستقلالية إدارية ومالية كاملة عن الإدارة المركزية للنادي. ويحظى الفرع بمقر حيوي في الرباط، يجذب فنانيين وإعلاميين وكتاباً، ويقدم خدمات تشمل المشروبات الكحولية والأطعمة. لكن وراء هذا النشاط، تكشف مصادر مطلعة عن شبهات تتعلق بتدبير عائدات المبيعات والإيجارات، وسط غياب الشفافية.
يترأس الفرع شخص يتجاوز عمره التسعين عاماً، ويشغل المنصب منذ أكثر من 30 عاماً متتالية. ويتهمه منتقدون بالسيطرة على لوائح الأعضاء وتعيين المسؤولين بناءً على الولاءات الشخصية، ، أو من خلال مراكزهم للمسؤولية مثلما هو الشأن لرجل الأمن المتقاعد حديثا الذي جعل منه الواجهة الواقية
مما يناقض مبادئ الديمقراطية والمساءلة.
ما يزيد من تفاقم الوضع و تتفاقم معه المخاوف، عدم تقديم تقارير مالية مفصلة خلال الجمعيات العامة، حيث تُعرض بيانات مبهمة تثير شكوكاً حول وجود اختلالات مالية. وفي الجمع العام الأخير، الذي غاب عنه الرئيس بحجة المرض، جُددت ولايته في ظل غموض واتهامات بعدم النزاهة.
يطرح أكثر من سؤال عن غياب الجهات الوصية و المختصة سواء تعلق الأمر بالافتحاص المالي و الاداري و القانوني?
كل هذا يحدث في العاصمة الرباط، أمام مرأى السلطات التي تبقى صامتة رغم الأهمية التاريخية والرمزية للنادي. فهل ستتحرك الجهات المعنية لإنقاذ هذا الصرح الرياضي من الانهيار؟ أم سيستمر الوضع على حاله.