fbpx
الرئيسية » أخبار وطنية » اليوسفية: مدينة تُقصى من الذاكرة الإعلامية رغم حضورها في قلب المشروع الفوسفاطي

اليوسفية: مدينة تُقصى من الذاكرة الإعلامية رغم حضورها في قلب المشروع الفوسفاطي

الواجهة

مرة أخرى، تجد مدينة اليوسفية، ذات التاريخ العريق في استخراج الفوسفاط، نفسها خارج التغطية الإعلامية الرسمية، رغم انطلاق مشروع ضخم جديد للمكتب الشريف للفوسفاط بجوارها مباشرة. تقرير بثته قناة ميدي1تيفي حول المشروع تحدث عن “نواحي مراكش” دون أدنى إشارة إلى مدينة اليوسفية، لا كموقع جغرافي قريب، ولا كفاعل تاريخي محوري في هذا القطاع الحيوي.

هذا التجاهل المستمر أثار استغراب وغضب أبناء المدينة، من فاعلين مدنيين، وصحافيين محليين، ومواطنين، الذين عبّروا عن سخطهم العارم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين ما وقع بمثابة إقصاء متعمد لمدينة ساهمت لعقود في الاقتصاد الوطني وقدّمت الآلاف من أبنائها في سبيل هذه الثروة.

علق أحدهم باستغراب:

“أليس من العار أن يتم تغييب المدينة التي ساهمت لعقود في الاقتصاد الوطني؟”

وقال آخر في تدوينة شديدة اللهجة:

“صاحب روبورطاج ماشي ولد البلاد، جاهل بجغرافيا المنطقة ولا هاد القراءة متعمدة؟؟؟ نسب المشروع لمدينة مراكش واليوسفية خلا ليها الغبرة والتلوت وتهميش شباب المنطقة، أو ناويين يمسحوها من الخريطة!”

بينما اختصر ثالث المشهد بجملة مؤلمة:

“حشومة والله كيبقا فينا الحال في مدينتنا، الله ياخذ فيهم الحق.”

وفي تعليق ساخر مرير، كتب أحد النشطاء:

“مشروع اقتصادي ضخم ‘قرب’ مدينة مراكش، ياسلاااام!!!: لمراكش يا وريدة أرض السياحة والثروة، وليتيمة المدائن معقل الكادحين، القهر والتلوث. مهندسو الظلم خذوا المناصب والمكاسب، لكن خلّولي ‘المزيندة’.”

إن تغييب اليوسفية ليس فقط خطأ جغرافيًا أو سهوًا بسيطًا في التغطية، بل هو إمعان في التهميش ومحاولة لطمس هوية مدينة شكلت لعقود جزءًا لا يتجزأ من قصة الفوسفاط بالمغرب. وهو ما يدعو لوقفة جادة أمام هذا النمط الإعلامي، الذي يكرس مركزية المدن الكبرى ويستصغر المدن المتوسطة، رغم ما تقدمه من تضحيات وثروات.

لقد آن الأوان لإعادة الاعتبار لليوسفية، إعلاميًا وتنمويًا، لأن التنمية الحقيقية تبدأ بالاعتراف، والإنصاف الإعلامي أول خطوة في هذا الطريق.

شاهد أيضاً

اعتداء لفظي وتحرش في وضح النهار: عندما يتحول سائق الأجرة من مقدم خدمة إلى مصدر تهديد

أشرف مجدول في أواخر شهر رمضان، الشهر الذي تتجلى فيه قيم الرحمة والتسامح، شهدت منطقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *