أشرف مجدول
في أواخر شهر رمضان، الشهر الذي تتجلى فيه قيم الرحمة والتسامح، شهدت منطقة سيدي معروف بالدار البيضاء، قرب موقف سيارات الأجرة الرابطة بين سيدي معروف وسباتة، حادثة صادمة كشفت وجها مظلما من ممارسات بعض سائقي سيارات الأجرة، وأثارت موجة من الاستياء في أوساط من حضروا الواقعة
شابة في مقتبل العمر، أنهت يوم عمل شاق، استقلت سيارة أجرة على أمل أن تصل إلى بيتها بسلام. لكنها لم تكن تعلم أن هذه الرحلة القصيرة ستتحول إلى واحدة من أسوأ لحظات حياتها.
الخلاف بدأ بسبب مبلغ بسيط لا يتجاوز 7 دراهم، حين دفعت ورقة نقدية من فئة 100 درهم. بدل أن يتعامل السائق بمهنية واحترام، كما يُفترض بمن يحمل “رخصة الثقة”، فاجأها بانفجار غاضب، تبعه سحب عنيف و إخراجها بالقوة من السيارة، متبوعًا بوابل من الشتائم والألفاظ المهينة التي مست كرامتها وإنسانيتها.
صرخ في وجهها قائلاً:
“هبطي عليا، سيري تق…، شوفي اللي يوصلك، ولا يح… تفو، كثرتو يا لقح…ب وباغيين الشتا تصب
كلمات لا تعكس سوى حقد دفين وتجاوز صارخ لأبسط مبادئ الأخلاق والمهنية.
السائق لم يكتف بطردها وسط الطريق بشكل مفاجئ، بل تمادى في سلوكياته العدوانية، حيث بدأ يتحرش بها لفظيًا بشكل متكرر في نفس المكان الذي تصادف أنه نقطة انطلاقها اليومية. بل وصل به الأمر إلى التقاط صور لها خلسة، في خرق واضح وخطير لخصوصيتها وسلامتها النفسية.
هذه الحادثة، رغم فظاعتها، ليست حالة معزولة، بل تسلط الضوء على غياب الرقابة والمساءلة في قطاع حيوي من المفترض أن يوفر الأمن والاحترام للمواطنين، لا أن يتحول إلى مصدر ترهيب.
إن ما تعرّضت له هذه الشابة يستدعي تحركًا عاجلًا، ليس فقط لمحاسبة هذا السائق، بل لإعادة النظر في شروط منح رخص الثقة، وتوفير قنوات فعالة وآمنة للتبليغ عن مثل هذه الانتهاكات.