fbpx
الرئيسية » حوادث » ويستمر مسلسل قتل الحياة في مقالع الإهمال والتواطؤ.

ويستمر مسلسل قتل الحياة في مقالع الإهمال والتواطؤ.

الصورة ارشيفية

بقلم: حميد وضاح

عاش دوار “الفقرة الفحليين” بجماعة بير الطالب، بإقليم سيدي قاسم، خميسا أسودا جراء غرق أحد فتيانه في حفرة امتلأت بمياه الأمطار التي عرفتها المنطقة في الآونة الأخيرة، هذا الفتى، حسب رواية مصدر الواجهة، لجأ إلى هذه البركة المائية عشية يوم الخميس الماضي لينعم بلحظات سباحة ويخفف عن جسده درجة الحرارة التي كانت مرتفعة ذاك اليوم، إلا أنه فوجئ بأن مستقر، هذه البركة ، أكثر أعمقا مما كان يظنه ،و هو الوافد الغريب على لعبة السباحة ،هذا ولم تمر إلا لحظات حتى اختفى، ولم يعد يظهر له أثر على سطع الماء. وحسب رواية نفس المصدر، فإن مجموعة من شباب الدوار هرعوا إلى عين المكان ،ما أن داع خبر غرقه، وتمكنوا من انتشال جثته وإخراجها من البركة إلا أن الفتى، الذي أفنى جل عمره في حفظ القرآن الكريم، كان قد فارق الحياة، قبل أن تعمل سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية على نقله صوب مستودع الأموات بحضور كل من عناصر الدرك الملكي بسيدي سيدي قاسم وقائد جماعة بير الطالب.

يمكن أن نسلم بأمر الغرق في نهر ما،كما يمكن أن نسلم بأمر الغرق في بحر ما،لكن يصبح هذا التسليم مستعصيا عن الاقتناع عندما يتعلق الأمر بغرق في بركة ماء وتفارق الحياة فيها ،وهذه البركة ليست من صنع الطبيعة كما البحار والأنهار وإنما من صنع الإهمال والتواطؤ والجشع.

ما كان لهذا الفتى أن يفارق الحياة بهذه السهولة وهذه السرعة في بركة يتعدى عمقها سبعة أمتار حسب رواية الأب المكلوم بهذا الفقد المجاني، لو كان سماسرة المقالع من كافة المتدخلين تهمهم حياة البشر وعمدوا الى إرجاع الحالة الى ما كانت عليها سابقا او تم اعتماد حارس يمنع من الاقتراب الى هذه الحفرة كما ينص دفتر التحملات التي تفرضه الوزارة الوصية في مشاريع استغلال المقالع.

إن هذا المشهد، القتل هذا، الموغل في الدراماتيكية، يخبرنا ان بير جماعة الطالب لم تحظ بأي فرصة تنموية حقيقية منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي ،كما لاتتميز بأي ميزةـ اجتماعية او اقتصادية او رياضية …، غير مقالع الحجارة والحصى ” tout venant ” التي لم تنعكس أموالها الضخمة لا على واقع الجماعة ولا على حياة ساكنتها، في المقابل كانت تبيض ذهبا في أعشاش المقاولين والأوصياء عليه من المسؤولين.

لقد فارق هذا الفتى اليافع الحياة قتلا في فخ هذه الحفرة، وقد يفقد شباب آخرون حياتهم في نفس هذه الحفرة المصيدة مستقبلا، فهل سيفتح تحقيق نزيه ومسؤول لتحديد المسؤوليات وتوجيه الاتهام الى المقاول ورئيس جماعة بير الطالب وكافة المسؤولين الذين كانت لهم صلة بهذا المقلع، ام ان موته هذا سيذهب سدى كما ذهبت حياة العديد مثله من أبناء الفقراء البسطاء؟

شاهد أيضاً

قتيل وجرحى اثر وقوع حادثة خطيرة بمدخل مركز العامرية

قبل لحظات من مغرب يومه الاحد  25غشت 2024  وقعت حادثة سير مروعة بمدخل مركز العامرية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *