بقلم : أمين الحميدي
الرباط، 10 أبريل 2025 – في إطار الجهود المبذولة لتعزيز العرض الصحي وتنويع الخدمات المقدمة لفائدة المنخرطين وذوي حقوقهم، تم اليوم الخميس 10 أبريل 2025 بالمركب الإداري أكدال بالرباط، توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية ومؤسسة الشيخ زايد بن سلطان، بحضور السيد مولاي إبراهيم العثماني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية.
تهدف هذه الاتفاقية إلى إرساء تعاون استراتيجي يُمكّن أزيد من 450 ألف منخرط، وما يقارب مليون من ذوي حقوقهم، من الولوج إلى خدمات صحية عالية الجودة تقدمها المستشفيات و المراكز التابعة لمؤسسة الشيخ زايد، في إطار من الإنصاف والتكافل، ووفق شروط تضمن الكرامة و سهولة الاستفادة.
وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية متكاملة تنفذها الأجهزة المسيرة للتعاضدية العامة، بقيادة السيد مولاي إبراهيم العثماني، لتفعيل مقتضيات المخطط الاستراتيجي الخماسي (2021-2025)، واستجابةً للتوجيهات الملكية السامية المتعلقة بتعميم الحماية الاجتماعية وتأهيل القطاع الصحي بما يضمن عدالة الولوج وجودة الخدمات.
محاور الشراكة: نحو نموذج خدماتي متكامل
ترتكز هذه الشراكة الطموحة على مجموعة من الإجراءات والتدابير الرامية إلى تسهيل استفادة المنخرطين، منها:
-تطبيق التعريفة المرجعية الوطنية: اعتماد أسعار معقولة ومنصفة للخدمات، بما يتماشى مع الأطر القانونية والتنظيمية.
-الإعفاء من الضمانات والدفع المسبق: تمكين المنخرطين من العلاج دون عبء مالي فوري.
-التكفل بالحالات الاستعجالية دون قيد: ضمان الولوج الفوري للعلاج، مع إمكانية استكمال الإجراءات لاحقاً.
-تبسيط المساطر الإدارية: تقليص التعقيدات البيروقراطية وتسهيل الولوج للخدمة.
-إحداث شباك خاص بالتعاضدية: تخصيص نقطة استقبال داخل مؤسسات الشيخ زايد لتوفير الإرشاد والدعم الإداري.
– تنظيم حملات توعوية وطبية مشتركة: تعزيز الوقاية الصحية من خلال التحسيس والرعاية الميدانية.
– التعاون في التكوين المستمر: تطوير المهارات المهنية من خلال تبادل الخبرات.
– تحديد أسعار تفضيلية: تقديم خدمات علاجية بأسعار مناسبة وذات جودة عالية.
– المشاركة في الحملات الطبية للتعاضدية: دعم المبادرات الطبية الاجتماعية التي تنظمها المؤسسة.
تصريح رسمي يُؤكد الالتزام و الانفتاح
وفي كلمته خلال حفل التوقيع، عبّر السيد مولاي إبراهيم العثماني عن اعتزازه بإبرام هذه الشراكة، مؤكداً أنها تأتي ضمن دينامية الانفتاح التي تنهجها التعاضدية على مختلف الفاعلين الصحيين، بهدف توسيع قاعدة الاستفادة وتعزيز جودة الخدمات. وأضاف أن هذا التوجه يدخل في صميم الالتزام الثابت بالتحديث والتطوير، من أجل خدمة أنجع لمنخرطي التعاضدية وذوي حقوقهم.
وتأتي هذه الاتفاقية لتعزز مسلسل الشراكات الاستراتيجية الذي انخرطت فيه التعاضدية، والذي تُوج أيضاً بإبرام اتفاقية مماثلة مع مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة في 4 مارس 2025، مما يعكس توجهاً واضحاً نحو توسيع شبكة الشراكات بما يخدم المصلحة العامة.
تكريس مقاربة تشاركية لخدمة الشغيلة العمومية
إن توقيع هذه الاتفاقية يُعد تتويجاً لمسار تراكمي من الجهود الرامية إلى تجويد الخدمات الصحية والاجتماعية، وتجسيداً فعلياً لمفهوم “التعاضد التضامني” الذي يُمكّن من تجاوز منطق الربح والخسارة، نحو منطق الخدمة والكرامة.
وتجدد الأجهزة المسيرة للتعاضدية العامة التزامها بمواصلة هذا النهج التشاركي، من خلال تعبئة كل الموارد الممكنة وتوسيع قاعدة الشركاء، بهدف الارتقاء المتواصل بمستوى الخدمات، وتلبية تطلعات المنخرطين في بيئة تضمن الجودة، وتُعزز الثقة في العمل التعاضدي كمكون فاعل في منظومة الحماية الاجتماعية بالمغرب.