الواجهة جريدة الكترونية تجدد على مدار الساعة
بقلم: يونس التايب
الفضاء الجيوستراتيجي في منطقة الساحل والصحراء، المرتبط بالفضاء المغاربي، يعيش أجواء تطورات خطيرة للغاية، تنذر بتوثرات كبيرة قادمة في الأفق …
تجلى ذلك بعد تأكيد سلطات دولة مالي، أن قوات الجيش الجزائري أسقطت الطائرة المسيرة داخل التراب المالي، لمنع القوات المالية من قصف وحدات إرهابية تم رصدها شمال البلاد … وقد تم، في هذا الصدد، تقديم عدة معطيات تقنية، أهمها تواجد بقايا الطائرة التي تم إسقاطها داخل التراب المالي، على بعد 9.5 كلم من الحدود بين البلدين …
هذه الحقائق الخطيرة دفعت دول مالي والنيجر وبوركينا فاصو، المرتبطة فيما بينها باتفاق دفاع مشترك، إلى اعتبار أن النظام الجزائري يدعم الإرهاب الدولي، ويحتضن جماعات تمارسه ضد مصالح و شعوب الدول الثلاثة … كما تقرر استدعاء سفراء الدول المعنية المعتمدين بالجزائر، للتشاور … وتقدمت السلطات المالية بشكوى رسمية ضد الجزائر أمام الهيئات الدولية بتهمة القيام ب “أعمال عدائية” …
لاشك أن هذا التصعيد الخطير يزيد من توتير الأجواء في المنطقة … ويؤكد للعالم، إذا كانت هنالك حاجة لذلك، أن النظام الحاكم في دولة الجوار الشرقي للمملكة المغربية، متورط في الاعتداء على الوحدة الترابية لجميع جيرانه، وأنه يتعمد المس بسلامة أراضيها، ويدعم جماعات الانفصال والإرهاب والتنظيمات المسلحة التي تزرع الفوضى في المنطقة …
يجب على منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الاتحاد الإفريقي أن تتحمل مسؤوليتها، عبر تسجيل خطورة ما يجري، لأنه استمرار لمخططات الفتنة والتحريض التي تتورط فيها دولة الكراهية والعداء، هذه المرة، ضد دول مالي والنيجر وبوركينا فاصو، بعد 50 سنة من اقترافها لتلك الأفعال المشينة ضد المغرب والمغاربة، عبر النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
