في واقعة مثيرة للاستغراب، شهدت قناة العيون الجهوية حادثة غير مسبوقة بعدما قام أحد مسؤوليها بانتحال صفة “المدير المركزي” أثناء تلاوة برقية ولاء موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس. البرقية التي ألقاها رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم وادي الذهب، جاءت في ختام المسابقة الجهوية لمواهب حفظ وتجويد القرآن الكريم، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك. غير أن المفاجأة كانت في الصفة التي منحها هذا المسؤول لنفسه، مما أثار جدلًا واسعًا حول احترام الضوابط الإدارية داخل المؤسسات الإعلامية العمومية.
المعني بالأمر، الذي يشغل منصب رئيس قطاع الإنتاج ومكلف بتسيير شؤون القناة، استغل الفراغ الإداري الناجم عن وفاة المدير السابق محمد لغظف الداه ليقدم نفسه كمدير مركزي، رغم عدم صدور أي تعيين رسمي بهذا الخصوص. وما يثير الاستغراب أكثر، أنه خلال الاحتفال بمرور 20 سنة على انطلاق القناة، تم تقديمه بصفته “مكلفًا بالتسيير”، ما يبرز تناقضًا واضحًا يطرح تساؤلات حول دوافع هذا السلوك ومدى انسجامه مع القوانين المنظمة للمؤسسات الإعلامية العمومية.
الأمر لم يتوقف عند مجرد التلاعب بالمسميات الوظيفية، بل تجاوزه إلى خداع ملك البلاد عبر تقديم معلومات غير دقيقة في مناسبة رسمية. والجدير بالذكر أن تعيين المسؤولين داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يتم عبر المجلس الإداري، ما يجعل هذه الخطوة تجاوزًا إداريًا خطيرًا يستدعي التوضيح والمساءلة.
هذه الواقعة تسلط الضوء على إشكالية أكبر: هل أصبحت المؤسسات الإعلامية العمومية فضاءً للتلاعب بالمناصب والمسؤوليات دون حسيب أو رقيب؟ وهل هناك خلل إداري يسمح بتمرير مثل هذه التصرفات دون اتخاذ إجراءات حازمة؟
أمام هذا الوضع، يطالب الرأي العام والفاعلون في المجال الإعلامي بفتح تحقيق شفاف لكشف ملابسات هذه الواقعة، مع تحميل المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الخروقات. كما أن الجهات الوصية، وعلى رأسها وزارة الاتصال والمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، مطالبة بالتدخل العاجل لضمان احترام القوانين وإعادة الهيبة إلى المؤسسات الإعلامية الوطنية.