بقلم: د. إيمان غانمي
خلال رحلتي الطويلة في العمل الحقوقي، التقيت بالكثير من الشخصيات المؤثرة، لكن قلة من بينها جمعت بين الرؤية العميقة والالتزام العملي مثل الدكتور محمد الحبيب بلكوش. فهو أحد الأسماء اللامعة في المشهد الحقوقي المغربي، حيث تميز بمسار غني يجمع بين البحث الأكاديمي والانخراط الفعلي في تعزيز حقوق الإنسان وترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
رؤية استراتيجية ونهج تشاركي
من خلال تجربتنا المشتركة في ائتلاف “المناصفة دبا”، حيث كان يشغل منصب نائب الرئيسة الأستاذة وفاء حجي، لمست عن قرب إيمانه الراسخ بضرورة تعزيز المساواة وحقوق المرأة. كان دائمًا يحمل رؤية استراتيجية تعتمد على الحوار والتشارك، مدركًا أن تحقيق العدالة الاجتماعية لا يكون إلا من خلال تظافر الجهود بين مختلف الفاعلين والانفتاح على مقاربات متجددة تستجيب لمتطلبات المرحلة.
حضور بارز في المشهد الحقوقي
لقد بصم الدكتور بلكوش على مسار حقوقي غني، راكم من خلاله خبرة أكاديمية ومؤسساتية جعلته فاعلًا أساسيًا في مسار تعزيز الحقوق و الحريات بالمغرب. بفضل قدرته على استشراف التحولات الوطنية والدولية، ساهم في بلورة استراتيجيات ومبادرات نوعية تعكس التزامه الدائم بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
مسؤولية جديدة بثقة مستحقة
اليوم، مع تعيينه على رأس المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، تحظى المؤسسة بخبرة رجل تمرس في المجال الحقوقي، ما سيمنحها زخمًا إضافيًا لمواصلة البناء الحقوقي بالمملكة. إن الثقة الملكية التي حظي بها تعكس اعترافًا بمساره الطويل المليء بالعطاء والتفاني، كما تشكل محطة جديدة تتطلب منه، كما عهدناه، الحكمة والرؤية الاستراتيجية.
إنني، ومن خلال معرفتي العميقة بمسيرته وإنجازاته، على يقين بأنه سيكون في مستوى هذه المسؤولية، وسيواصل جهوده لتعزيز المكتسبات الحقوقية بالمغرب. هنيئًا له بهذا التعيين المستحق، ومتمنياتي له بكل التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة خدمةً للوطن والمجتمع.