طفلة ورضيع ومغتصب وضيع : عذرا فرانز كافكا
في الوقت الذي يجري فيه نقاش حاد و كثيف حول مدونة الاسرة الجديدة ، اختلاف التصورات و المرجعيات ، و تركيز النقاش حول مسؤولية الدولة و مؤسساتها في حماية الاسرة ،في تجاهل لمسؤوليات المجتمع و مؤسساته ، وهذا هو سبب كتابة هذه التدوينة الاليمة .
واقعة حزينة ومؤلمة لطفلة بعمر 13 انجبت طفلا هذا المساء بالمستشفى الإقليمي السلامة !
محزن فعلا ان تتحول طفلة الى ام ! و الاكثر غرابة ان الاب ليس واحدا بل ثلاث ذكور .
تعدد ذكوري على طفلة تركت محفظتها وحيدة لكي تحمل طفلا من انجس الرجال !
و انا اسمع حكاية ثلاث وحوش والطفلة ، شيخ بلحية بيضاء لا تسر الناظرين و تاجر جعل من علبة بسكويت فخا لطفلة مازالت لم تدرك خبث الكبار ، ومنتخب اسود الوجه وليس سواد البشرة ، والسواد دلالة على شخص كثير السوء قليل الادب ) .
تذكرت روايات فرانز كافكا العبثية ، و تذكرت حكايته مع الطفلة و الدمية ،و هي النقيض المطلق لحكاية طفلة اصبحت اما ! .
تقول قصة كافكا و الطفلة : انه ذات صباح ، كان يتمشى في حديقة برلين، التقى بطفلة تبكي لأنها فقدت دميتها . بحث معها عن الدُّمية دون نتيجة ، بعطف ابوي طافح طلب كافكا من الطفلة العودة للمنزل على امل متابعة البحث في الغد .
الامل يفسح المجال للحياة صدقت الطفلة وعد كافكا ، في الغد اخبر ها ان الدمية سافرت و انه كلفته ان يكون ساعي البريد بينهما ( الدمية و الطفلة ) .
في كل يوم تأتي الطفلة الى الحديقة و يحضر كافكا رسالة مكتوبة بالصدق و السحر و الشعر و الخيال .
على مدى ثلاثة عشر يومًا طل يوم يوم رسالة و حكاية جديدة فيها تروي الدمية عن مغامراتها وفي نهاية كل رسالة تجد الطفلة رجاءا من دميتها :
« لا تحزني عليَّ، لقد ذهبت في رحلة لأرى العالم. سوف أكتب لك عن كل مغامراتي».
كافكا منح الطفلة بديلا و جعل دميتها مجرد حكاية و شفيت التطفلة من حزنها و عادت لحياتها الطبيعية .
حين ادرك كافكا ان الطفلة تجاوزت احزانها ، اشترى لها دمية و اخبرها ان دميتها ستعود ، كانت دمية مختلفة عن دميتها الاولى لكنها وجدت رسالة عليها : لا تقلقي ان «أسفاري قد غيرتني».
ما وقع لطفلة صغيرة و رضيع و مغتصب وضيع هو اقسى انواع العبث ، اما ما كان يكتبه فرانز كافكا فهو قمة الابداع الانساني.
للاشارة : فرانز كافكا روائي عبثي صاحب رواية المسخ الشهيرة و التي تحول فيها سامسا الى حشرة !
متابعة الصحافية المهنية بهيجة بوحافة -جريدة الواجهة-