بقلم ابو الطالب عبد الوهاب
قادتني الأقدار إلى هونغ كونغ و وجدتني فجأة بالطابق الرابع من عمارة تجارية وبينما انا اتجول في الأروقة المختلفة استوقفتني بعض الخرائط مجسمات الكرة الأرضية، وبغصة دب في عروقي دم ساخن حرك في الحس الوطني والغيرة على مقدسات البلاد وحب الاستطلاع، ووقفت ادبر باصبعي الكرة الأرضية في حجم كبير ابحث عن مكانك يا وطني فانطلقت من شمالك الى جنوبك واصبعي يشير الى مدنك الداخلية والشاطئية بحثا عن عروس الشمال، ولما بحثت عن مدن جنوبك يا وطني صعقت من الإجرام الدولي الذي حذف الصحراء المغربية من خريطة وطني وسجل عليها الصحراء الغربية، فلم اتمالك نفسي وانا وسط جمهور كبير من سياح أجانب ورجال أعمال من مختلف دول المعمور، حتى رفعت الكرة الأرضية بين يدي وانا اصيح باعلى صوتي وسط الجموع باللغة الانجليزية التي يعرفها الجميع، المغرب دولة واحدة ولا وجود صحراء عربية منذ فجر التاريخ، وإنما هي صحراء مغربية منذ وجد المغرب، ولو نطقت الرمال والجبال والكثبان لهتفت أنها مغربية حرة ابية.
التف حولي جمع غفير وأعينهم تسائلني وتستفسر عن ثورتي وفاجأني رئيس الرواق يسألني عن الموضوع، وطلبت إحضار المسؤول الأول عن المتجر ولما حضر متعجبا مستفسرا ابيت الا ان اقدم درسا في الجغرافيا والتاريخ والوطنية الحقة أمام تلك الجموع لتخبر أهاليها عند عودتهم الى ديارهم بأن الخرائط مزورة وان مجسم الكرة الأرضية يحمل مغالطة سياسية تاريخية وجغرافية لا مبرر لها،
واشرت في درسي التلقائي الى احكام لاهاي واعجوبة المسيره الخضراء بقياده القائد الملهم الحسن الثاني ملك المغرب وعندما طلب مني المدير أن أشرح طبيعة الحل الذي اريده قلت له الآن وقد عرفت موقع بلادي وحدودها الطبيعية منذ اقدم العصور فلا ينبغي أن تنجر الى خرائط ومجسمات تزور الواقع فعاهدني ان يفعل وان يخبر الشركة المسؤولة بإصلاح الغلط لتبقى الصحراء مغربية.
بقلم ابو الطالب عبد الوهاب الخلوفي السرغيني رئيس جماعة أولاد خلوف عمالة إقليم قلعة السراغنة.
متابعة الصحافية المهنية بهيجة بوحافة جريدة الواجهة