أصدر المجلس النقابي لنقابة شغيلة صورياد – القناة الثانية بلاغا صادما عرى فيه الواقع المظلم الذي تعيشه شغيلة القناة الثانيةبعدما أكد أن الإدارة العامة لم تقم بعد بالتسوية الفورية لمتأخرات صندوق التقاعد والتغطية الصحية لوضع حد لمعاناة الشغيلة والمتقاعدين مع هذه التأخيرات، وتماطلت في التسوية الفورية لمتأخرات الضرائب التي بسببها يحرم عدد من العاملين غير المرسمين من حقهم الأساسي في التغطية الإجبارية عن المرض، و الأفظع هو عدم التزام الإدارة بتسوية وضعية العاملين غير المرسمين الذين بلغت أقدمية بعضهم ما يناهز عشرين سنة.
و رد المجلس النقابي في بلاغه على ما جاء في بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن واقعة توقيف وديع دادا، أورد فيه: “.كما تطرق المجلس النقابي إلى التوقيف المؤقت للزميل وديع دادا عن تقديم نشرات الأخبار و كذا إلى التطورات الأخيرة أما تعرفه مديرية الأخبار من توتر غير مسبوق بسبب مطالبة بعض الزملاء القلائل بعدم التمديد لمديرها، و ما تلا ذلك من توترات ركبت عليها بعض النيات السيئة…..”
بلاغ مثل هذا، يرفع أصوات المتضررين العاملين والمتقاعدين المنتسبين إلى القناة الثانية، وبالتالي فمن الطبيعي أن تصل هذه الأصوات إذ تتناقلها المواقع الإخبارية والصفحات المهتمة بما يجري في القناة الثانية، أو على الأقل بما يحدث في الساحة الإعلامية…
لكن المدهش بالنسبة لي هو ألا أجد عشية نشر البلاغ أو صباح اليوم التالي قصاصات من البلاغ، لم أقرأ إلا في موقع واحد خبرا بشأنه. أين اختفت المواقع التي تسارعت في نشر بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية تضامنا مع وديع دادا؟ لماذا لم تنشر وجهة نظر أخرى لممثلي شغيلة القناة الثانية في ذات القضية؟ ألم تعد متابعة ظروف العمل في القناة الثانية ضمن خطها التحريري؟
لقد قلتها في مقالي السابق، قلت إن بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية خرج عن كل تقاليد وأخلاقيات مهنة الصحافة، وهو الذي استفزني لكتابة ما كتبت، وليس دفاعا عن شخص مدير الأخبار. وقلت إن هناك معركة شخصية لا علاقة لها بالمهنية، بدليل أن المواقع إياها أضافت إلى ما في البلاغ أكاذيب وأباطيل أخرى، وصنعت قصصا تشيطن مدير الأخبار، آخرها خبر استغلاله للنفوذ وذلك بتوظيفه لزوجته الصحافية الزميلة. ن.ح بالقناة الثانية على موقع 2m.ma
ولقد اثبتت الأيام أن زوجة مدير الأخبار لم تلتحق بالقناة الثانية، و إنما هي تسير موقعا إلكترونيا بالفرنسية والعربية، تاريخها المهني يشهد لها بمهنيتها وخاصة في مجال التحقيقات التي كانت تصدر على الغلاف عندما كانت من الصحفيين المؤسسين لمجلة الآن، أو حتى في تدخلاتها الصحفية على قناة الحرة الأمريكية أو حين استضافتها في البرامج الحوارية على قناة mb5
فكيف لصحفي متشبع بحب التحقيق أن يستبدل فضاء التنقل بحرية في أجواء من الحرية عبر قنوات دولية، بفضاء أضيق يستوجب الالتزام بسياسة تحريرية واحدة، وتلزم الكثير من التحفظ، والاكتفاء بنقل الخبر؟
مثل هاته الاتهامات تفننت المواقع الإلكترونية في نشرها دون تحر أو بحث عن مدى صدقها، لذلك قلت إن هدف هذه الحملة كان تشويه سمعة الرجل وخاصة أننا نعيش زمن المتتبع الذي يشبه القطيع يصدق كل ما يقرأ ويشاهد، وهذا ما تحدث عنه كتاب psychologie des foules للكاتب الفرنسي Gustave Le Bon
كتاب استبق الزمن بثلاثة قرون وصور حالنا الذي نعيشه اليوم كما هو حقا.
إن حملة الاستهداف هاته حرك خيوطها بعض المنتمين لمديرية الاخبار وهم قلة حسب ما جاء في بلاغ النقابة، و ما يؤكد هذا الطرح هو الصورة التي انتشرت خلال تجديد أو إنشاء تنسيقية القناة الثانية خلال اجتماعهم بأحد الفنادق بالدار البيضاء. فالصورة ضمت 20 عضوا وكلهم ينتمون لمديرية الاخبار ولا صحفي واحد ينتمي لمديرية البرامج أو باقي المديريات. وهنا يطرح السؤال: لماذا فقط مديرية الاخبار؟ ولماذا تمت الدعوة إلى عقد اللقاء بشكل سري، ولم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي مثلما تقضي الأعراف. الجواب ستؤكده الأيام اللاحقة.
لقد بدأت هذه الحملة الممنهجة ضد مدير الأخبار قبل و بعد صدور قرار التمديد، بدأت بتوجيه اتهامات له بأنه دائم الغياب بسبب قيامه بالتدريس في معاهد الصحافة، يتلقى تعويضات سمينة حسب ما نشرته المواقع التي تعتبر نفسها مهنية. ولكن لا موقع منها تطرق إلى الطلبة المميزين الذين تخرجوا على يد أستاذهم، وتبوؤوا مراكز صحفية مهمة بالقناة الثانية والقناة الأولى و قناة France 24 و قناة الحرة الأمريكية الذين التقيت بعضهم شخصيا بواشنطن مقر عملهم
وطبعا، كان لابد من اتهام مدير الاخبار بالوساطة حتى يلحق تلاميذه بالقناة الثانية، غير أن جهلهم بمساطر التوظيف بهذه القناة أنطقهم كفرا.
إن مزاولة مهنة مع ممارسة التأطير لا تتعارضان، وهذا يذكرني بواقعة استقبال المغفور له الحسن الثاني للشاب آنذاك جامع المعتصم عندما عينه مستشارا للملك، وأثناء خطابه، قال الحسن الثاني للمستشار الشاب الذي كان أستاذا جامعيا بكلية الحقوق: أعلم أنك تحمل هم طلبتك، وأود أن أخبرهم أن مهمتك كمستشار لجلالتنا لن يمنعك من أن تكمل مسيرتك مع طلبتك بكلية الحقوق”.
لقد صورت تلك الحملة مدير الأخبار و كأنه هو الآمر الناهي والمالك لكل أسهم القناة، وغير أنهم بسبب عدم انتمائهم إلى مؤسسات منظمة فهم يجهلون القوانين، حيث إن قرار التوقيف هو قرار إدارة، وليس قرار مدير الاخبار، وهناك مراحل للسلم الإداري التي تصادق على القرارات قبل توصل المعني بالأمر بها .
إن الصحفيين بمديرية الأخبار يعرفون جيدا أن مديرهم يراقب كل صغيرة وكبيرة، وحتى في أيام عطله، ويتدخل في إطار اختصاصه لكن بحزم.
هناك ورم خبيث بالقناة الثانية جهة مديرية الأخبار، لابد له من عملية استئصال حاسمة، فأصحاب هذه الحرب يخوضونها بدون التزام مهني أو أخلاقي، ولم يجدوا أي حرج في الزج وتشويه سمعة زملاء و زميلات يتقاسمون معهم نفس الهموم، ربما يجتمعون مع بعضهم أكثر ما يجتمعون مع عائلاتهم، و لكن العشرة و الرفقة لا تهون إلا على ” ولاد الحرام المقطرين”.
و أخيرا سؤالي لكل المواقع و مزوديهم بالأخبار الكاذبة التي نهشت ذمة ومهنية مدير الأخبار، كيف تنامون وضمائركم مرتاحة؟
فعلا، كيف تنامون؟