الواجهة : عزيز بن ازوينا
لا حديث بين ساكنة الإقليم إلا عن الوصف الذي وصف به رئيس إحدى الجماعات الترابية أعضاء أغلبية مجلسه، وذلك بعد أن وصفهم بالقطيع، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول السر، والسبب وراء جرأة الرئيس هذه الأخيرة التي دفعته لوصف من انتخبهم المواطن بوصف حيواني مجردا إياهم من الصفة الإنسانية.
قد يشكل مفهوم القطيع عند من وصفوا به لبسا، وغموضا لذلك لا بأس أن نقدم شرحا لمعنى الكلمة في اللغة العربية، فالقطيع هو جماعة الحيوانات من فصيلة واحدة، وبالفعل حسب وصف الرئيس فمن وصفهم بالقطيع هم جماعة من المنتخبين يجمعهم القاسم الانتخابي، ومصطلح القطيع يطلق بشكل خاص على حيوانات المراعي مثل الأغنام والماعز، وهو ما يجعلنا نتساءل هل الرئيس يعي ما قاله بوصفه لغالبية أعضاء مجلسه بالقطيع؟ وهل يعتبر الرئيس مستشاريه حيوانات ترعى في حضيرة الجماعة يطعمهم ويسقيهم ويملك رقابهم، ليبيع منهم من يشاء ويذبح منهم من يشاء ومتى يشاء؟ كما أن هناك سؤالا آخر كيف اشترى الرئيس قطيعه، وهل يشترى البشر ويحول إلى قطيع؟ أسئلة، وأخرى قد نجيب عليها، لكن جوابها الشافي كامن في نفس الرئيس، والذي عليه بنى وصفه لأعضاء مجلسه بالقطيع.
إن وصف رئيس الجماعة لأعضاء أغلبية مجلسه بالقطيع، وجرأته في التلفظ به أكيد نابع عن قناعة جسدتها أشياء ملموسة بنى عليه وصفه الحيواني الذي أسقطه على البشر، وهو احتقار ما بعده احتقار، والغريب أن الموصوفون بوصف القطيع هم من يصوتون له بأغلبية خلال دورات المجلس.
قد يعذر الرئيس الظاهرة لو وصف المعارضة بهذا الوصف على اعتبار أنها تعارضه، وأن لها من يحركها ضده، لكن أن يصف حلفاءه ومقربيه بهذا الوصف فهو قمة الخساسة والاحتقار لمن لا يعصون أمر رئيسهم الظاهرة الذي حولهم حسب وصفه إلى قطيع لا يعصي له أمر، ويصوت لقراراته بعفوية، ووداعة غير عادية فهل هو حب في ” ربهم الأعلى” أم أن سيدهم يهددهم بسكاكين قد يشهرها ليخيفهم بها ما يجعلهم يصدرون، وبصوت واحد ثغاء (باع) معبرين عن خضوعهم واستسلامهم له.
رسالتي إلى أصحاب الكلمة الشهيرة “دوز للتصويت أريس” و ” حنا معاك الريس” وصفكم بالقطيع سببه هذه العبارات، والوصف احتقار لكم أولا ولمن صوتوا لكم، ووضعوا فيكم ثقتهم لتمثلوهم أفضل تمثيل، واستمرار مد الرقاب ضد مصلحة الساكنة وصمة عار على جبينكم ، وختاما أذكركم أنّ الإنسان لا يرث الكرامة، ولا المهانة، بل يصنعها بنفسه.(يتبع)