الواجهة جريدة الكترونية تجدد على مدار الساعة
وجه المناضل الحقوقي الدكتور ياسين بنصالح رسالة مفتوحة إلى عامل إقليم قلعة السراغنة عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك واليكم من جاء في نصها دون تصرف:
“ونحن على أبواب الدخول السياسي، دخول أكثر من سابقه من حيث التجادبات السياسية والنقاشات الانتخابية والتي ربما قد تسفر عن تغيرات جديدة في مكاتب جماعات أو تغيير لرؤساء باعتبار أننا أمام نصف الولاية الانتدابية. كل هذا لا يعكس حجم الرهانات والازمات التي يتخبط فيها إقليمنا الهش والمحتقر سياسيا وإداريا وعلى كل الأصعدة وفي كل القطاعات…
آخر خطاب للملك كان حول إشكالية الماء وتداعياته على الأمن والاستقرار الاجتماعي وما جاور ذلك، وكما قال الملك في خطابه أنه يجب أخذ إشكالية الماء بكل أبعادها بالجدية اللازمة والقطع مع كل أشكال التبذير والاستغلال العشوائي وغير المسؤول…
انطلاقا من الخطاب الملكي نتسائل هل تم أخذه بالجدية اللازمة، هل تم التعامل مع قضية الماء بإقليمنا بما يجب، هل تمت اجتماعات ولقاءات مع مختلف الفاعلين والمنتخبين والمؤسسات حول هذا الإشكال الذي يؤلمنا جميعا ونحن نعرف أن إقليمنا بعيد عن أي مشروع ربط مائي وبعيد عن كل الأحواض المائية التي من الممكن الاستفادة منها وأننا بعيدون عن البحر لنستفيد من مشاريع التحلية… وحتى مشاريع المنشآت المائية حصيلتنا صفر ربما، أو سد صغير بسعة قليلة جدا.
السيد العامل المحترم كما قال الملك في أحد خطاباته، رجل السلطة هو رجل الميدان، هو رجل الاحتكاك مع الناس، هو رجل الإنصات والسهر على تنزيل التوجهات الملكية والبرامج الحكومية والمنخرط الفعلي في كل ما يهم التنمية على مستوى الإقليم الذي يديره.
ونحن على أبواب الدخول السياسي هذا. في حاجة للقاءات العامل واجتماعه مع المنتخبين والفاعلين، ومعرفة أسباب ضعف التسيير وضعف المردودية وقلة المشاريع وتعثر أغلبها، السيد العامل ونحن مقبلين على نصف ولاية انتدابية للجماعات الترابية، يجب أن نتسائل فعلا هل كانت نصف ولاية مثالية أم كارثية، يجب أن نتسائل جميعا هل المواطن راض عن خدمات جماعته؟، هل يتمتع بحقوقه؟، هل هناك رعاية لشؤونه؟؟ ماذا قدمنا له وماهي حصيلة الثلاث سنوات؟
السيد العامل ونحن نرى ما تشمئز أعيننا من رؤيته في الأحياء وفي الشارع وعلى الازقة والارصفة، داخل المؤسسات وعلى أبواب الإدارات، هل هذا الاستمرار في التراجع والتخلف عن ركب التنمية ناتج عن فشل جماعي أو إلى التفرد بالقرار بعيدا عن الاشراك الفعلي لكل الفاعلين حتى تكون المسؤولية مشتركة، نجاح مشترك أو فشل مشترك.
السيد العامل، سيأتي وقت وترحل، يجب عليك ان ترحل كما رحل بن الشيخ، وداع سالت معه دموع الساكنة والمسؤولين والكل قصد بابه الذي لم يغلق في وجه احد من الفاعلين يوما، الكل يدعوا له اليوم بالرحمة و المغفرة لكل ما قدمه لقلعة السراغنة، السيد العامل نحِنٌُ لزمن بن الشيخ رحمه الله، ونحِنٌُ حتى لزمن صبري معكم ونحِنٌُ حتى لزمن الآخرين، فالقلعة اليوم ليست كقلعة الأمس فهي من ظلم إلى ظلمات. لن نقول انها كانت جنة وإنما كانت هناك بوادر للتنمية. كانت هناك أشغال وبرامج…. كان هناك إنصات وتتبع، كان هناك من يحمل ولو القليل من همها وهمنا…. كان هناك أمل على الأقل…
رحم الله السيد محمد نجيب بن الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى.”
بقلم …ياسين بن صالح
