بقلم: مولاي مصطفى لحضة / كلميمة
كل السياسيين الشرفاء مُنتشون بخبر متابعة المفسدين، والاتحادي الحقيقي هو من ينتصر لتاريخ الحزب العريق، الذي كان فيه مناضلوه ضحايا الاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن وثوابته الراسخة في وجدان كل المغاربة الاحرار، ونضالا من اجل مشروع مجتمعي حداثي و ديمقراطي .
التطور الخطير الذي تعرفه الساحة السياسية هو المفارقة العجيبة بين تحديات الامس واليوم، فالمناضلون الكبار من حجم عبد الرحيم بوعبيد ومحمد جسوس ومحمد عابد الجابري ومحمد الحبيب الفرقاني … وغيرهم من القامات الفذة الذين بصموا في التاريخ الحديث للمملكة المغربية قلّما نجد لهم امتدادا داخل الحزب حاليا، وأصبح المشهد اليوم قاتما بتناول كل الجرائد الوطنية والمواقع الإلكترونية الملفات النتنة لبعض القيادات وابنائهم واسرهم ( مكتب الدراسات لحسن لشكر والضجة التي اثارته من خلال استفادته من المال العام ) وابتزاز والده لرئيسة المجلس الاعلى للحسابات وللحكومة بالدعوة الى حجب الثقة عنها في وقت سالف .
إن ما نطلع عليه يوميا من فضائح البرلمانيين المتابعين في قضايا نهب المال العام يؤكد بالواضح والملموس استباحة مؤسسات الدولة عبر مجموعة من الخروقات كاستغلال النفوذ والتزوير والغدر والرشوة والتدخلات غير القانونية وشراء ذمم بعض ضعاف النفوس.
لكن عزيمة الدولة وقوة إرادة عاهل البلاد نصره الله وحيوية المجتمع المدني الحقوقي ساهم في تحريك المياه الاسنة لتغول الفساد واستقوائه وعجّل بتحريك مساطر البحث والتحقيق، وجاءت النتائج باعتقال عشرات المسؤولين والبرلمانيين، وهو امر محمود نثمنه عاليا في جهة درعا تافيلالت بعد سكون وتباطؤ حرك هواجس المناضلين واثار بعض شكوكهم.تثمين جميع الساكنة لخبر متابعة برلماني الرشيدية موضوع تم تداوله في كل ارجاء الجهة، وتم استنتاج بهجة وغبطة الاتحاديين ايضا لانهم يطمحون الى تصحيح مسار حزب وطني عريق وإعادته الى سكته الصحيحة، وهنا لا بد من الاشادة بموقف اتحاديي كلميمة الذين عبروا عن موقفهم الشجاع في متابعة ناهب المال العام، وإبراء ذممهم من لوثة الريع و النهب.