بقلم: عدي ليهي
على إثر المستجد والذي تداولته وسائل إعلام وطنية ومنابر جهوية ومواقع الكترونية وكثير من الحسابات الفايسبوكية خبرا بالعنوان العريض :” إحالة البرلماني المهدي العالوي على قاضي التحقيق في فاس بسبب اختلاس وتبديد اموال عمومية والتزوير في محررات رسمية ” .
بهذا استحضرت جمعية أفريكا محليا وإقليميا وعلى مستوى المكتب الوطني جميع المراحل النضالية التي سجلتها في إطار الترافع المرير في هذا الملف. ورغم انها لحد الساعة موفقة في هذا المسار النضالي حماية للمال العام فهي كذلك أدت ثمنا باهضا ضريبة هذا النضال .
فبعد مسار ابتدأ من شهر يونيو 2022 تاريخ وضع الشكاية بقسم الجرائم المالية بفاس من طرف المجلس الجماعي لجماعة ملاعب وتحميل مسؤولية المؤازرة لجمعية أفريكا لحقوق الإنسان ضمنت التتبع بصدق و حزم شديدين .
والمرحلة الثانية في مسار الملف أتت بعد الوقوف على تباطؤ الإجراءات القانونية ووعليه دعت الجهات المختصة عبر نداء من المكتب الوطني بناءا على طلب مؤازرة من جماعة ملعب القروية و انسجاما مع التوجه العام للدولة في محاربة الفساد الى وقفة احتجاجية امام محكمة جرائم الاموال بفاس بتاريخ 7 مارس2024، غير انه تم تأجيلها بعد التأكد من تجاوز مرحلة التباطؤ التي استفزت مشاعر كل الساكنة في درعا تافيلالت، وتم الاستماع فيما بعد هذا التاريخ الى مجموعة من المتورطين الى جانب البرلماني الذي كان يشغل رئيسا لجماعة ملعب القروية .
وفي ذات السباق، افادت مجمل المواقع الإلكترونية والاعلامية والصفحات الفايسبوكية خبر إجراء بحث تفصيلي في التاسع من يوليوز القادم حول اختلاس وتبديد اموال عمومية والتزوير في محررات رسمية ” ، وجاء هذا التحقيق مع البرلماني بعد توصل الوكيل العام للملك بنتائج الأبحاث التمهيدية التي باشرتها معه عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بصفته رئيسا سابقا لجماعة ملعب التي سجل فيها البرلماني المتابع في سنوات 2017 و2018 و2019 مجموعة من الخروقات الخطيرة في الصفقات وسندات الطلب وفي حفر الاتقاب المائية والابار من طرف شركة غير مختصة في هذا المجال وشراء اعلام وصور عاهل البلاد بمبالغ باهضة لم يعد لها اثر فيما بعد … وغيرها من الاختلالات والخروقات الموثقة لدى كل من المفتشية العامة لوزارة الداخلية ومجالس الحسابات ، والتي بناءا عليها قام المكتب المسير لجماعة ملعب القروية بمتابعته وفقا للمساطر القانونية الجاري بها العمل .
وبينما لقي خبر متابعة البرلماني مهدي العالوي ارتياحا لدى عموم المواطنين في جهة درعا تافيلالت واقليم الرشيدية تحديدا فقد عمّ نكوص وقلق كبير محيط البرلماني المتابع وبعض مريديه وحواربيه المنتفعين من الريع والذين كانوا حصنا منيعا لتغول البرلماني وبطشه عبر استغلال مجموعة من المرتزقة المصنفين من مثقف فايسبوكي معروف بلايفاته يضع بلسم الوداعة والحلم والصفح والتماس الاعذار للبرلماني ودعوة الساكنة بعدم وصفه بالمفسد رغم اكتمال كل عناصر الفساد والمتابعة حسب ما هو منصوص في تقارير مجالس الحسابات وتقارير المفتشية العامة لوزارة الداخلية. واستطاع مريدو البرلماني المتابع تسخير بعض المرتزقة لمتابعة مناضلي جمعية افريكا لحقوق الإنسان في كلميمة عبر وشايات كاذبة مؤدى عنها، غير ان هذه التلاعبات واساليب المافيا والخبرة الدولية لمحام استسلم لمنظومة الفساد لم تؤتي بنتائجها في تخليص البرلماني من المتابعة القضائية التي لم تستثني من هم اكبر منه ثروة ونفوذا وقوة لان الارادة الملكية السامية في تخليص البلاد من شوائب الفساد اقوى مما يتصوره بعض من يدعي الوطنية عنوة للتمكن من المال العام .
إن جمعية افريكا لحقوق الإنسان وهي تتابع بارتياح كبير خبر متابعة المفسدين في كل جهات المملكة، تعبر عن ارتياح اكبر في عدم استثناء متابعة مفسدي جهة درعا تافيلالت الذين استباحوا المال العام في ربوع تفتقر الى ابسط مقومات العيش الكريم.