fbpx
الرئيسية » آراء » حرائق، واجتثات الأشجار، و تلويث مياه السواقي هل هي بداية نهاية واحة غريس ؟

حرائق، واجتثات الأشجار، و تلويث مياه السواقي هل هي بداية نهاية واحة غريس ؟

بقلم : المصطفى لحضى

وجّهت فعاليات حقوقية ومدنية تحذيرات بخصوص التهديدات، التي تُلاحق واحة غريس، وهي من أكبر الواحات، وأجملها في المغرب، تُوفِّر ثروة طبيعية تتوزع بين اشجار النخيل والزيتون، وثروة حيوانية تُقدر بالمئات من الابقار و العجول، و كل اصناف الماشية، إضافة إلى كونها تنعم على الساكنة بنظام إيكولوجي يساهم في تلطيف الجو، ومُتنفسّاََ بيئيا وسياحيا، وملاذا للمتعة والراحة النفسية .

وحفاظا على هذا الإرث الواحي الكبير، فقد تجنّدت جمعية افريكا لحقوق الإنسان بكلميمة للتحسيس بأهمية واحة غريس باعتبارها إرثا إيكولوجيا يضُم آلاف السكان منذ قرون تعايشوا في سلم و أمان داخل الواحة، وعلى ضفاف وادي غريس، ودعت جمعية افريكا كل الفاعلين الميدانيين في كلميمة إلى ضرورة إنقاذ الواحة مما يتهددها من مخاطر:

-اولها: اكتساح البنايات الاسمنتية للمزرعة مما يتسبب في اقتلاع اشجار النخيل والزيتون، ما يُلحق اذىََ كبيرا بالواحة جراء مخلفات هذه المنازل من مياه عادمة يتم تسريبها في السواقي وفي حفر خاصة بتجميع الصرف الصحي، الشيء الذي يتسبب في اختلاط المياه الملوثة بمياه الابار، وهنا تكمن الخطورة حيث يوعز خبراء انتشار امراض مُزمنة الى تلوث المياه الجوفية بمواد زئبقية سامة حسب ما خلصت اليه دراسة المانية في كلميمة سنة 2011 .

ثانيها: الحرائق، وهي مسألة مؤرقة شغلت بال الرأي العام المحلي نظرا لتكرار حرق اشجار النخيل والزيتون عدة مرات، وتظل اسباب هذه الظاهرة مجهولة، ولغزا حيّر السلطات المحلية والامنية؛ خاصة وانها تنتشر في مزرعة إكلميمن اكثر من غيرها، ما يوحي أنها بفعل فاعل حسب اغلب تصريحات متتبعي الشأن المحلي .

-ثالثها: تقاعس المنتخبين منذ عقود في الترافع من أجل ربط احياء تحيط بالمزرعة بشبكة الصرف الصحي، مما جعل هذه الأحياء التابعة في نفوذها الترابي الى المجال الحضري تضطر الى إنشاء حفر لتصريف مخلفات المنازل من الاوساخ، في حين أن قرى في جماعة غريس العلوي ماضية في آخر اللمسات لربط قصورها بشبكة الصرف الصحي في اتجاه منطقة “برا نيسان” التي تحتضن انشطة زراعية مسقية بالمياه العادمة، و التي اثارت نقاشا بيئيا وصحيا بين من يؤيد هذا النوع من الزراعة لدواع ربحية وبين من يعارضه لخطورته على صحة الانسان والماشية وتداعيات الامراض المزمنة و الخطيرة .

وفي ذات السياق انتقلت جريدة الواجهة الالكترونية الى منزل احد الفاعلين الجمعويين، الذي كان يشغل رئيسا سابقا لجمعية “أرّاو ن غريس” أي جمعية أبناء غريس، السيد علي ويداني وهو إطار بنكي متقاعد ومهتم بالشأن البيئي وبالتراث المحلي، وأكد أن الكثير من العلل و المصائب قد تحل بالواحة إن لم تستنهض الجمعيات هِمَمَها وترُصّ صفوفها من اجل التحسيس بمخاطر تلويث مياه السواقي بالمواد الكيماوية الناجمة عن تصبين النساء للأفرشة والملابس، وربط مواسير لتصريف المياه المتسخة في اتجاه السواقي التي تروي عطش الماشية، ووقف السيد علي ويداني على كثير من التغيرات في واحة غريس حيث عقد مقارنة بين الماضي والحاضر، ليخلص الى غياب وانعدام السمك وانواع من الكائنات الحية في السواقي؛ وأوعز ذلك الى استفحال ظاهرة التلوث، وكثرة المواد الكيماوية القاتلة، وأنذر ايضا بتأثر المغروسات والأشجار، التي تتساقط ثمارها واوراقها، وقد تنقرض في المستقبل إن لم تكن هناك أجندة سريعة -من طرف كل الفاعلين والساكنة والسلطات- تعتمد على التوعية والتحسيس وزجر المخالفين بمختلف العقوبات للحفاظ على النظام الايكولوجي للواحة كإرث عريق ضارب في التاريخ، يُسجل إحدى ملاحم البطولات في الذاكرة الوطنية، من خلال التصدي للاستعمار الفرنسي في معركة امكلكال، والحفاظ على النسيج المجتمعي المتميز بالتكافل والتآزر والتعايش بين مختلف الاعراق في أمن وأمان لقرون خلَت .

شاهد أيضاً

المديرية العامة للأمن الوطني بين النجاح الرقمي و البشري و نقص الوسائل الميدانية

أشرف مجدول أثبتت المديرية العامة للأمن الوطني قدرتها على التفاعل السريع مع كل الجرائم التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *