يبدو أن السلطات المحلية بعمالة أنفا لا تراعي لقدسية هذا الشهر الكريم عند المغاربة، ذلك أنه ورغم أن هذا الشهر الديني العظيم إلى قلوبنا والذي يشهد كالعادة الزيارة الملكية لمدينة الدارالبيضاء، فإن المواطن البيضاوي يستغرب بشدة من هذا الصمت التي تلتزم به السلطة المحلية بخصوص ذيوع نشاط بعض الملاهي الليلية التي لا تحترم حرمة هذا الشهر والمتواجدة بمنطقة كورنيش عين الذياب وبالتحديد بالقرب من مسجد “آل سعود” الذي يشهد خلال شهر رمضان توافد عدد كبير من المصلين، حيث تختلط أصواتهم التي تعلوا بالتهليل والبكاء، بأبواق مزعجة تنبعث منها أغاني مدوية تنطلق من خيام ملهى ليلي مجاور .
فعلى مقربة من مسجد “آل سعود” سمحت سلطات عمالة أنفا خلال شهر رمضان لمستغل بقعة أرضية كانت مخصصة لركن السيارات من إنشاء خيام كبرى مزعجة ليلا من خلال احياء سهرات يومية تحت اسم ليالي رمضان.
الخيام التي تم تشييدها لا تتوفر على أدنى شروط السلامة والأمن، ذلك أنها تستقبل عدد كبير من الوافدين وتدار فيها حفلات موسيقية ماجنة في هذا الشهر الكريم، كما تشكل هذه الخيام الكبيرة التي تم إقامتها مرتعا لبيع المخدرات والبغاء وتقديم قنينات الشيشة ووجبات خفيفة بأسعار جد باهضة خيالية، تصل أثمنتها يوم السبت والأحد إلى حدود عرض قنينة الماء بمبلغ 300 درهم.
وبالرغم من أن القانون المغربي يشترط على كل مستغل لمحل التوفر على رخصة لتقديم الخدمات، فالملاحظ في البداية أن المحل هو عبارة عن خيام جلدية كبيرة لا تتوفر فيها شروط السلامة لإقامة مثل هذه الحفلات، ومخالف لكل الضوابط التي تصدر بشأن مزاولة مثل هذا النشاط، خاصة وأنه يستقبل عدد بالغ من الزوار، كما أن الملاحظ فيما يتعلق بعملية طهي المأكولات التي تقدم للزبائن يتم طهيها بخيمة بلاستيكية قد تكون مصدرا لاندلاع الحرائق وخطرا كبيرا على سلامة الوافدين من الكثرة على هذا المكان الذي يكتظ ليلا بزواره.
إن مدينة الدارالبيضاء، وفي الوقت الذي تنتظر فيه الساكنة البيضاوية كالعادة خلال هذا الشهر الديني تطبيق قرار الإغلاق للملاهي الليلية والمطاعم احتراما لحرمة هذا الشهر الكريم، وإنشاء خيام لإقامة الصلاة، يقف المواطن البيضاوي مستغربا أمام هذا المشهد الغريب ب بكورنيش عين الدياب المدعم بصمت السلطات المحلية والذي يستفز مشاعرنا كمسلمين ويساهم في استشراء ظاهرة الانحراف الأخلاقي داخل خيام مكتظة ومزعجة بالموسيقى الصاخبة في نفس الآن والتي تدار فيها كل أشكال الفساد العلني خلال شهر رمضان.
بقي أن نقول في الختام من يتستر على السماح ببقاء هذه الفضيحة الرمضانية التي تدر على أصحابها يوميا مبالغ مالية طائلة دون رقيب أو حسيب، وأين هو السيد والي جهة الدارالبيضاء من تطبيق قوة القانون ومنع استغلال مكان لا يتوفر على أدنى الشروط، ويتواجد بجوار مسجد وبصفة أي بالقرب من مكان تجب فيه مراعاة الحشمة والوقار، دون احترام أدنى مسافة، الواجب اعتبارها في هذه الحالات بقرار تصدره السلطة الإدارية المحلية.