fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » منوعات » قصة الشاب المصري علي عفيفي.. القصة التي هزت المجتمع المصري والعالم

قصة الشاب المصري علي عفيفي.. القصة التي هزت المجتمع المصري والعالم

قلم الإعلامية انجي مصطفى

علي عفيفي.. الشاب المصري الذي يبلغ من العمر 39عام وهو من طنطا محافظة الغربية بالتحديد قرية ميت حبيش القبلية

أغرب قصة تحدث في العالم، قصته “تصلح لعمل سينمائي ضخم قطع إحدى يديه تحت عجلات القطار وعاد للسرقة فقطع يده الأخرى.

صدق، لا بديل غير أن تصدق بوجودهم، عندما يكون بيننا منهم من هو سلطان وولي أمر ومتهم وقاضي وجلاد على نفسه، فعلى بُعد عدة كيلومترات من زحام العاصمة، تحديدًا فى قرية ميت حبيش القبلية التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، ما زال أبناء القرية يتداولون قصته، ما بين موعظة وحكمة يصبونها فى عقول الأطفال، وبين حدثًا غريبًا يُضحك بعضهم ويبكي الآخر، بين من يرى أسباب الحادثة من جانب كونها مرض نفسي لا أكثر، وآخر يراها طريقًا صحيحًا سليمًا لا غبار عليه فى التوبة لمن يستطيع إليه سبيلًا، بينهم جميعًا، لا يغيب الحديث عن على محمد عفيفي الشهير بـ”على صاروخ”، طالما لا يغيب عفيفي نفسه عن مجلسه يوميًا بجوار قطبان محطة السكة الحديد القاطنة بالقرية متذكرًا ما حدث له.

“مش فاكر أمتي بالظبط أبتديت السرقة، بس فاكر كويس إني كنت ديمًا بسرق سندوتشات وأقلام صحابي فى المدرسة، خاصة إسماعيل أبن العمدة”، بدأ بها “عفيفي” حديثة لـ” لصحف مصر والعالم مؤكدًا أن السرقة كانت بالنسبة له مرض أو غية أو عادة تستهويه، ليس لها علاقة بظروفه المادية، التى يعتبرها عادية ويصفها بالمستورة، كحال العديد من أبناء قريته، مشيرًا إلى أن والده مؤذن فى جامع القرية، ووالدته ربة منزل، فى حين أن أخيه الأكبر يعمل نجار موبيليا و(كسيب).

فى السابق كان يمتهن الشاب الثلاثيني حرفًا أخرى غير السرقة، فبعد أن قطع علاقته بالتعليم الأزهري فى الصف الأول الإعدادي، عمل بمهنة نجار وميكانيكي وفي تركيب البلاط، إلى أن استقر فى عمل (شيف حلواني) بأحد محال قريته، قائلا: “كانت أيدي تتلف فى حرير فى عمل أشكال الحلويات، زى السرقة”، حتى أن قام بسرقة مبلغ 7 آلاف و500 جنية من محل عمله، وقام صاحب المحل بطرده.

“عفيفي” لا يتذكر عدد السرقات التى قام بها، بالرغم من ذلك يقسم بأنه تخطي 5 آلاف عملية سرقة خلال 13 عام، تؤهله لدخول موسوعة جينس للأرقام القياسية على حد قوله، كنت فى اليوم الواحد بسرق 3 أو 4 محلات، ممكن أدخل محل مطلعش منه بحاجة، أدخل على اللي بعده واللي بعده، يتذكر تفاصيل أول سرقة قام بها خارج قريته، التي كانت فى قرية (نواج) التابعة لمحافظة الغربية، كان حصيلتها ٥٠٠٠ جنية من عدد من المحال، ليبدأ منها رحلة طويلة من  المتكررة إلى المنوفية والشرقية وغيرها من المحافظات المختلفة بهدف السرقة، بعدها أطلق عليه أبناء قريته “على صاروخ”، لبراعته في السرقة دون أن يترك خلفه دليلًا واحدًا يدينه.

يفتخر “عفيفي” بأنه لم يتم تسجيل عملية سرقة واحدة فى صحيفته الجنائية أو حتى لم يتم حبسه على ذمة قضية منهم، بالرغم من أنه ضُبط ولو لمرات قليلة أثناء السرقة، وفى كل مرة كان يُجيد استخدام أساليب استعطاف ضباط الشرطة والمجني عليهم للتصالح والتنازل عن القضايا، “كنت حرامي ذكي، وبعمل عبيط لما أتمسك”، بالإضافة إلى فخره بأنه لم يستخدم سلاح أبيض أو ناري، طوال عمليات السرقة التي قام بها، ولم يلجأ إلى مساعدة أي شخص لإتمام عملية منهم، منوهًا إلى أن أكبر عملية سرقة كان حصيلتها مبلغ يتخطي 30 ألف جنية.

بينما يقوم “عفيفي” بهوايته المفضلة، كان أهله يستخدمون ضده أساليب عقاب مختلفة، الضرب والطرد من المنزل لليالٍ عديدة وعرضه على أطباء نفسيين، كان آخرها عندما قام والده بمساعدة أخيه الكبير، وطلب منه الامتناع عن السرقة وجلب المشكلات ويحد من انتشار السمعة السيئة لهم، لكنه فى كل مره كان يغفي عن السرقة لأيام قليلة محاولًا التوبة، يفشل بعدها ليعود مرة أخرى لهوايته.

يقول عفيفي: “في 2009، قبل الثورة بسنة ونص، ضميري كان بيأنبني، أبتديت أحس أن أنا بعمل السرقات دي وأنا مش فى وعي، وإني ظلمت ناس كتير، وناس كتير تانية أكل عيشها أتقطع بسببي، كان لازم أتوب وأعلم نفسي بنفسي الأدب، وأطبق شرع الله علي نفسي، اللى سرق لازم أيده تتقطع”، وبعدما فكر كثيرًا، أتخذ قراره بأن ما سيقوم به ما هو إلا العدل فى حق الناس وفى حق نفسه، وبجوار قطبان السكة الحديد، أتكئ على بطنه ومد يده اليسرى وهو ينطق الشهادتين، حتى عبر فوقها قطار الساعة التاسعة والنصف مساءً.

ويضيف عفيفي: “فضلت أصرخ قدام البيوت والدم بينزف من أيدي اللي أتقطعت، الناس اتلمت وطلبوا لي الإسعاف، رحت مستشفي الجامعة، أربع أيام وكنت خارج من المستشفى بأيد واحدة”،  لكنها أسابيع قليلة ليعود بعدها “عفيفي” إلى هوايته مرة أخرى، ربما بدا له الأمر أسهل من السابق، فلا أحد يخطر بباله أنه يستطيع السرقة بأيد واحدة، إلى أن قرر بتر يده الأخرى قبل ثورة يناير بأيام قليلة، ليبتُر معها قدرته على السرقة وإزاء الآخرين.

دفعته حالته الخاصة لأن يكون مميزًا فى أشياء أخرى، ويوضح عفيفي: “أتعلمت استخدم الكمبيوتر بعد ما أيدي التانية أتقطعت بأربع شهور، كانت الكتابة على الكيبورد فى الأول صعبة بالنسبة لي، لكن مع الوقت بقيت بكتب بسرعة”، مشيرًا إلى أنه يعتمد على نفسه فى كل شيء، فى أكله ولبسه، ولا يعتمد على مساعدة والدته كما كانت تفعل فى بداية حادثته، وأنه يعتمد على دخل شهري يتمثل فى معاش ٤٢٠ جنية فقط، منوهًا إلى أنه تواصل مؤخرًا مع مخرج سوري مشهور، لكتابة قصة حياته وعرضها كفيلم سينمائي، تقوم فكرته على كيفية أن يكون الإنسان حاكمًا ومتهمًا وقاضيًا وجلادًا على نفسه.

“مش ندمان على اللى عملته، بالعكس سعيد جدًا بنفسي، سعيد إني بطلت السرقة، دلوقتي بعدي على محلات فاضيه وتتسرق بسهولة وبقول حد الله بيني وبين الحرام، سعيد لأني اتجهت لحب الله، والصلاة والدعاء، وأي خير بمشي فى طريقه، ونفسي الحرامية الكبار اللى بيسرقونا يتوبوا، وبتحدي أي حد يعمل اللي عملته”، بتلك الكلمات

شاهد أيضاً

طاقم موقع الواجهة يتقدم بالتعازي للاستاذ نور الدين أيت الحاج المحامي بهيئة مراكش اسفي رئيس المجلس الجماعي والبرلماني عن دائرة السراغنة زمران في وفاة أمه

أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي … صدق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.