بقلم: اشرف بنطيبي
انه لموضوع خطير يهدم المجتمعات لانه يقتل شبابها وشيابها نساء ورجالا، انه خطر البوفة، التي تعرف عدة اسماء حسب المناطق ففي أوربا يسمونها الكراك وفي بعض الدول المشرقية يسمونها المفرقع فهذا المخدر مهما اختلفت تسمياته فهو يتوحد في التركيبة اذن فما هو مخدر البوفة؟
مخدر البوفة يتكون من بقايا الكوكايين اي مايصطلح عليها (المسخة) (lmaskha) ويضاف إليها بكاربونات صوديوم اما طريقة استعمالها فهي ثلاثة انواع هناك من يستعملها عن طريق الحقن وهناك من يستعملها عن طريق الشم اما الاغلبية العظمى تستعملها بواسطة التدخين خاصة انها لا تتطلب سوى قنينة صغيرة من البلاستيك زائد أنبوب قلم جاف وقطعة من الألمنيوم وكمية من رماد السجائر وبالنظر إلى هذه التركيبة يتبين ان كل هذه المكونات ضارة فالكوكايين نعلم انه ظهر سنة 1808 واستخرج من أوراق نبتة الكوكا المتواجدة بكثرة في أمريكا الجنوبية واستعمل كمخدر في الطب وعدم استعماله بطريقة علمية يمكن أن يؤدي إلى شلل عقلي وتشنج عضلي خطير اما جرعته الزائدة فهي قاتلة والمكون الثاني بكربونات الصوديوم فالافراط فيه يؤدي إلى جفاف الجلد وضعف الشهية والبطئ في ردة الفعل والغثيان وانتفاخ البطن وألم الرأس والمعدة والتشنج العضلي..أما قطعة الألمنيوم وما يطلح عليه ورق القصدير فهو من المعادن السامة ومن مخاطره التاثير على وظائف الدماغ والقضاء على الكالسيوم في العظام إضافة إلى التليف الرئوي وكلما ازدادت الحرارة ازدادت مخاطرها ويبقى رماد السجائر (الطفية ) وقنينة البلاستيك فهما كما هو معلوم يأثران على الجهاز التنفسي ولهم تأثير على صحة الإنسان بامتياز فبعد ان تعرفنا على البوفة ومكوناتها ومخاطرها لا بد أن نضع هذه الظاهرة التي غزت بلدنا كباقي البلدان وشرعت في تدمير اسر وتخريب عقول الشباب والشياب لا يهمها سن المتعاطي او جنسه او لونه ومهما كان مركزه …فوا اسفاه !!! هذا على صعيد البلد ككل فلا بأس أن اتكلم على هذه الظاهرة في المنطقة التي اعيش فيها فبعد القيام بتحقيق في هذا الصدد والحصول على شهادات اغلب المدمنين والتعرف على نقط البيع بالتقريب لا بد من الوقوف والتأمل بجدية في هذه الظاهرة.
اولا ان هذا المخدر المسمى بالبوفة والذي يسمونه بمخدر الفقراء يتكون من نوعين اثنين النوع الأول مخدر الفقراء الذي يتكون من بقايا الكوكايين اما مخدر الاغنياء فيتكون من اجود انواع الكوكايين المسمي بي (كريستال…cristal ) الذي لا يستعمله إلا المنتمون للطبقة الميسورة ويتجاوز مبلغ 1200 درهم للغرام الواحد في حين النوع الثاني اي مخدر الفقراء أصبح ثمنه لا يتعدى 400 درهم للغرام الواحد وذلك نتيجة تكاثر تجار هذا المخدر وتعدد نقط البيع اي الكروات والمنافسة الواقعة بينهم لمزيد من الربح أصبح يباع (للحجرة ) بثمن 200 درهم الا انا تجار المخدرات لا تاخدهم لا رحمة ولا شفقة حيث اصبحوا يبيعون بالتقسيط من 50 درهم إلى ما فوق هذا من جهة فإذا كان مخدر القنب الهندي (الكيف ) من موروث البلد وعرف التقنين فمن أين أتى مخدر البوفة؟ وكيف وصل إلى منطقتي ؟؟؟وكيف يتم التسويق؟
البوفة او الجمرة الخبيثة أصلها من افريقيا حيث تثم صناعتها المذكورة في مدخل هذا البحث ويتم ترويجها بواسطة المهربين على الصعيد الدولي حيث من زبائنهم بعض تجار المخدرات في المناطق الجبلية اللذين يتولون ترويجها على الصعيد الوطني ومن ضمن زبائنهم بعض او عدد من تجار المخدرات بمنطقتنا حيث انه بناء على تصريحات متطابقة من تجار المخدرات و من خلالها يتبين أن عملية الحصول على البوفة تتم على الشكل التالي ..
يتم الاتفاق مابين تاجر المخدرات المحلي والمروج الجبلي على الكمية ونوع جودتها وثمنها واجرة النقال ويوم تسليم البضاعة وبمجرد أن تتم العملية بسلام يتم تقسيم حجرة البوفة إلى جزيئات لكل حجم ثمنه وتنطلق عملية البيع ابتداءا من الساعة الثالثة بعد الزوال إلى غاية الخامسة صباحا في امكنة محددة يسمونها تجار المخدرات والمدمنون (بالكروة ) ويسمونها مروجو جبالة ( بالمرارة ) وبالمناسبة لا بد من وضع تعريف لهذا الاسم الدخيل الكروة …فالكروة هي بمثابة محمية بالنسبة لبائع البوفة الذي أصبح يسمى( بالباطرون) (patron ) ويساعده في عملية الاتجار مجموعة من دوي السوابق العدلية الذين يتولون تنظيم المدمنين على اقتناء هذه الجمرة في طوابير كبيرة ليلبوا حاجياتهم وهم مدججون بسيوف كبيرة وسكاكين من صنف 22 يسمونها حادة وذلك للظهور انهم هم الاقوى، لكن في حقيقة الأمر فهم يخافون أن يهاجمهم بعض تجار المخدرات من كروة أخرى من أجل سلبهم كل ما يتوفرون عليه من مواد المخدرات الصلبة واحجار البوفة وكذا مخدر الشيرا والقلب الهندي وقنينات الخمر الأحمر وأنواع الجعة وبراميل ماء الحياة كل ما يتواجد بالكروة خاصة ان تجار هذا المخدر تكون بينهم تصفية حسابات متعددة حيث ان الباطرون يعتبر المنطقة التي يتاجر فيها بمثابة ملكية خاصة وكل من دخلها بدون اذنه من الباعة او مساعديهم من كروة أخرى يتعرض لكل انواع الضرب والتعذيب والتكبيل وأحيانا الاختطاف الا ان المضحك والغريب في الأمر ان لا أحد من هذا الفريق او ذاك يتقدم بشكاية في الموضوع كونهم مطالبون جميعا للعدالة.
لكن بالرغم من هاته المتاعب فإن المدخول اليومي لبعض تجار المخدرات يتجاوز خمسمائة الف درهم (500.000 ) في اليوم الواحد لفائدة الباطرون الذي يؤدي منها ما يفوق ستة آلاف درهم (6000.00 ) للمتواجد في الكشك ( الكيشية ) في حين باقي المساعدين الذين يسمون (البلانطوات ) من 600 درهم إلى 1500 درهم في اليوم ،كل حسب المهمة المسندة اليه الا انه تقع تقريبا ويوميا مشاجرات كثيرة ما بين المدمنين الذين ليست لهم مبالغ كافية للحصول على كمية محددة لمخدر البوفة والمكلفون بعملية البيع، فلا استغراب ان عددا من هؤلاء المدمنيني يتوسلون الباطرون بعيون دامعة للحصول على جرعة من البوفة مقابل ترك أوراق السيارة كرهينة إلى غاية الوفاء. الا ان هذا المخدر المدمر ليس كسابقيه من المخدرات فبناء على شهادات من مدمنين يتبين أن التعاطي له ولو على سبيل التجربة يضع صاحبه في قفص الادمان لانه باستعماله وكما يقولون في الضربة الأولى ومباشرة بعض اقل من عشرة ثواني يحس ويشعر مستعمله بنشوة عارمة وسعادة كبيرة وافكار خارقة تجعل منه شخصا اخر لكن الخطير في الأمر أن هذا الاحساس لا يتجاوز عشرة دقائق ويجد نفسه مطالبا بجرعة أخرى اكثر من سابقتها ولم يبقى هاجسه المال المتواجد معه مهما كان مبلغه ،لا تستغربو فحتى ولو تجاوز عشرون الف درهم (20.000 ) لانه أثناء استعماله يحس كأنه أسد بالنسبة للذكر وغزالة بالنسبة لللأنثى وبمجرد زوال نشوة البوفة يحس الأسد الذكر انه أصبحل قردا ضعيفا وتحس الغزالة الأنثى انها ضفدعة عرجاء. وامام هذا الوضع، تنحصر جميع الأفكار في نقطة واحدة الا وهي كيف السبيل للوصول إلى المال؟ ومن أين؟ وبأي طريقة ؟
حيث تبدأ العملية باقتراض مبالغ مالية من الأهل والأحباب والرفاق ثم إلى بيع كل ما خف وزنه وكثر ثمنه ولا تستغربوا بل اسألوا باعة هذا المخدر عن اللواتي يعرضن اجسادهن مقابل الحصول على جرعات من هذه الجمرة الخبيثة ومن لم يصدق فليعاين بعض الكروات المتواجدة سواء بدار بوعزة طماريس 1 الدروة وطماريس 2 الكارة سيدي رحال وسوالم.
هذه الافة أصبحت تستهدف حتى تلامذة المدارس، ناهيك عن فئة الكبار فحدث ولا حرج،وكذا داخل السجون فإن نسبة المعتقلين عن الترويج او الاتجار مخيفة، والذين ينحدرون من مناطق تغزوها الهشاشة والامية حيث أن اغلب السرقات أصبح من ورائها هذا المخدر اللعين، اما قضايا الشيكات بدون رصيد فللبوفة نصيب فيها وجرائم الاعتداءات الصباحية او النشل من أسبابها الحصول على المال لاقتناء هذه الجمرة الخبيثة.
يتبع..