الواجهة جريدة الكترونية تجدد على مدار الساعة
بقلم: خاليد بنشعيرة
إن الوطنية الحقة ليست منتجا نشتريه من الأسواق، وليست سيمة مكتسبة، التي نكتسبها في حياتنا من البيئة التي نعيش فيها، بل هي فطرة يجبل عليها الانسان منذ ولادته وحتى مماته. الوطنية الحقة هي أن تخدم وطنك الذي استثمر فيك، ودفع أموالا طائلة في تعليمك وتكوينك من أجل أن ترد له الدَّين الذي دفعه لك بإخلاص وتفاني وإنتاج عالي.
الوطنية الحقة هي أن تكون محل الثقة في من كلفك لأداء مهمة أو عمل صغر أم كبر في خدمة وطنك ومصالحه العليا والدفاع عن مقدساته، لكن وللأسف هناك من يستغل هذه الثقة في خدمة مصالحه الشخصية الضيقة.
الوطنية الحقة هي أن لا تسيء لوطنك بوضع يدك على المال العام، والسرقة منه وتغليب مصالحك الشخصية على مصلحة وطن بأكمله.
الوطنية الحقة هي أن تحافظ على أمن واستقرار وأسرار وطنك ومجتمعك، وتدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة.
الوطنية الحقة هي أن لا تنتمي لأحزاب أو جماعات أو تنظيمات محضورة أو دول أو أنظمة مارقة تريد أن تجعل منك معول هدم لوطنك ومجتمعك.
الوطنية الحقة هي أن لا تأخذ أموالاً من الخارج من أجل أن تنفذ أجندات خارجية خسيسة هدفها زعزعة أمن واستقرار وطنك الذي هو بيتك، وقبل ذلك هو بيت آبائك وأجدادك.
صفوة القول إن الوطنية الحقة هي أن تعيش منتجاً ومخلصاً لوطنك وولاة أمره يحفظهم الله جل وعلا، الذين لهم الفضل بعد الله في تأسيس الإمبراطورية المغربية العظمى.
الوطنية الحقة هي أن تعيش فقيراً، وتأكل خبزاً وبصلاً بحلال، وأن تموت مديوناً، أشرف لك من أن تخون وطنك، هذه هي الحقيقة الغائبة عند البعض الذين لا همَّ لهم إلا ملء أرصدتهم البنكية على حساب وطن هم وضعوا أساساً ليخدموه بكل أمانة لا ليستغلوا نفوذهم ويستفيدوا من امتيازات الدولة ويسرقوه ويجعلوا بلدهم عرضة للابتزاز السياسي.
وفي الأخير أختم مقالي الصحفي هذا بما أكده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله،في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 68 لثورة الملك والشعب على أنه:
“إذا كانت ثورة الملك والشعب، قد شكلت منعطفا تاريخيا، في طريق حرية المغرب واستقلاله؛ فإننا اليوم، أمام مرحلة جديدة، تتطلب الالتزام بروح الوطنية الحقة، لرفع التحديات الداخلية والخارجية.”
انتهى المقتطف.
وقد قال الملك الحسن الثاني قدس الله روحه “رحم الله العاملين في صمت”.
إذن ومن هذا المنبر لنكون وطنين،و ملكين،و أن نضحي كثيراً لنكون في مستوى خدمة الوطن.
