fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » أخبار وطنية » شِفْشَاون النُّوَّارَة، بين النِّعَم والنِّقَم

شِفْشَاون النُّوَّارَة، بين النِّعَم والنِّقَم

IMG 20230527 WA0009

عبد الإله شفيشو / فاس

يقول” ليون تروتسكي “:(إن الحقيقة دائما جارحة لكنها ضرورية كوسيلة للإصلاح، أما الكذب فيستخدم لإنقاذ ماء الوجه لكن ليس لتربية الأجيال).

من منطلق هذه المقولة لابد من هذه المقدمة وهي، وأنا نزيل بالسجن المحلي بشفشاون صادفت هنالك أحد المقاولين الشباب في مجال السياحة بالمدينة كان يؤدي عقوبة سجنية بعد فشل مشروعه وفي إطار الدردشة صرح هذا الأخير: (وخا المصيبة ديل كوروناCorona راها كينة حركة كبيرة كتعرفها الشاون خاصة الناس ديل السياحة فراهم خدامين مزيان بحيث و صلت غير في المدينة بوحدها أكثر من 200 دار للضيافة، لكن كتبقى المخدرات والجنس هما ليجيبوا السياح للمدينة مشي الحيط أزرق ولا ساحة وطاء الحمام، وهذه حقيقة أنا وصلتها متأخر).

تتميز شفشاون/الشاون بخصائص عدة (غطاء غابوي كثيف، تساقطات مطرية غزيرة، زراعة القنب الهندي/الكيف) تتفاعل فيما بينها لتنتج وضعين متناقضين فمن جهة وضع سلبي بالنسبة لأبناء الإقليم بحيث أن كل مواطن متهم حتى تثبت براءته ومن جهة وضع إيجابي بالنسبة للمسؤولين الذين يتقاطرون ويتسابقون على الإقليم من عسكريين ومدنيين لخدمة (الإقليم)، فهذين الوضعين كان لهما انعكاس وتأثير كبير على الحالة العامة بالإقليم والمتمثلة في:

الوضع الاقتصادي والاجتماعي:إن هذا الوضع مفتوح على كل الاحتمالات وفي أي لحظة خاصة مع سياسة التهميش والاقصاء التي يعيشها الإقليم و لا زال يؤدي ثمنها في ظل سياسة المغرب النافع وغير النافع فرغم بعض المشاريع التنموية التي تظهر للوجود من حين لآخر تبقى الوضعية كارثية فالبنية التحتية من طرقات و مستوصفات وغيرها فحدث ولا حرج كما أن المشاريع التنموية الكبرى فيتم اختيارها بشكل عشوائي بحيث لا يراعى فيها متطلبات الإقليم السوسيو اقتصادية وهذا ينعكس حتما على الحياة الاجتماعية، إن أغلب الطبقات الاجتماعية تعيش وضعية لا تحسد عليها مع استثناء لبعض المستفيدين من الفساد فلا وجود بالإقليم لشيء إسمه المنافسة لسبب بسيط هو غياب مبدأ المراقبة لدى المسؤولين من سلطة ومنتخبين بل أبعد من ذلك تواطؤهم مع لوبي محلي محتكر لكافة المجالات ومتحكم في أرزاق العباد (الخضر، السمك، اللحوم، العقار …) كما أن الصناعة التقليدية المحلية التي كانت المورد الأساسي لشريحة اجتماعية واسعة ( شاشية ، كرزية …) تم غزوها بمتوجات غريبة عن طبيعة الإقليم الجبلية الذي يصنف ضمن المناطق السياحية.

الوضع الثقافي والرياضي: تاريخيا وقبل أن ينفجر بركان الحشيش بالإقليم ويتك تدويله كانت المنطقة تعرف حركة ثقافية هادفة ومتواصلة (ملتقيات ندوات) مما فتح لأبنائه أبواب التواصل والوقوف على القضايا المطروحة للنقاش وطنيا ودوليا فقد كانت القديسة بمفردها تصدر من مفكرين، شعراء، حقوقيين، كتاب… ما يملؤنا زهوا وفخرا فكم من أبناء الإقليم تركوا ولا زالوا بصماتهم في الساحة المحلية والوطنية كل من موقعه، أما في الوقت الراهن أصبح البؤس الثقافي ظاهرة جماعية وأصبحت التفاهة هي السائدة في ظل العزوف عن كل ما هو هادف حتى في أوساط المثقفين وهته الوضعية لم تأتي اعتباطية بل كانت نتيجة لسياسة التهميش والقمع للدولة المغربية في المرحلة المعروفة بسنوات الجمر و الرصاص التي تعرض لها الإقليم لأسباب يعلمها الجميع، وهذا ينطبق كذلك على الوضع الرياضي بالإقليم الذي عرف تراجعا خطيرا في السنوات الأخيرة من جهة بسبب استغلال وضعيته سواء من طرف لوبي المخدرات أو الانتخابات كل حسب مصالحه ومن جهة أخرى طمس للمرافق الرياضة التي كان يتوفر عليها الإقليم فرغم قلتها سيتم السطو عليها لتحويلها إلى مشاريع مربحة من طرف لوبي العقار صاحب الكلمة الأولى والأخيرة مما نتج عنه سقوط فئة عريضة من شباب الإقليم في براثين المخدرات والفكر الظلامي.

الوضع السياسي: إن هذا الوضع بالإقليم لا يختلف في شيء عن باقي ربوع الوطن فالتمثيلية الحزبية من كل الأطياف يمين / وسط / يسار لكن مجرد مقرات ولافتات لا غير والخطير في الأمر هي أن الأحزاب السياسية التي تتحمل مسؤولية التدبير بالإقليم لا حول ولا قوة لها في اتخاذ القرارات فالآمر الناهي والقابض بزمام الأمور هي السلطة الإقليمية أما المنتخبون فأغلبيتهم ومعارضتهم-ان وجدت- فلم يبلغوا سن الرشد بعد فليس عليهم من حرج ولا تجوز شرعا ولا قانونا محاسبتهم ما داموا تحت الوصاية وتكون دائما تلك مبرراتهم أثناء مساءلتهم عن الفشل في تدبير الشأن المحلي بإقليم شفشاون، لقد تعودت ساكنة الإقليم على دخول المجالس المنتخبة في غيبوبة وكل مرت كانت تتدخل السلطات الإقليمية والمحلية لإنعاشها لكن يبدو اليوم أن الجميع سلطات ومجالس قد أصيبوا بنفس الحالة و بالتالي ترك المواطنين لمصيرهم مع مشاكلهم بعد أن خلقوا للقديسة أهدافا ثانوية لا علاقة لها بقضاياها الأساسية كما خلقوا لشبابها انتصارات فردية وهمية بعد أن حولوهم إلى أمة من النمل تبحث عن قوتها اليومي لا غير حيث صار شباب الاقليم يعيشون مغلفون وسط ثالوثهم المقدس الجنس، الحشيش، التهريج.

هذه حقيقة ثابتة لا هروب منها وإن كانت تنم عن نظرة تشاؤمية للواقع لكن مع وجود تفاؤل قوي للإصلاح لدى أبناء إقليم شفشاون الشيء الذي بدأ يتجلى من خلال نشر ثقافة التمسك بالحياة و طرح البدائل في شتى المجالات لوضع حد لحرب الاستنزاف المفروضة عل الإقليم من تهميش ونهب واحتكار وشطط في استعمال السلطة، وهذا هو التحدي الحقيقي المفروض مرحليا على كافة الطبقات الاجتماعية خاصة المجتمع المدني الذي عليه تحمل مسؤولية استرجاع للقديسة مكانتها كقلعة من قلع التحدي وذلك بالنضال الصادق والحقيقي للفوز بمقعد أمامي مع هموم ومشاكل السكان وليس التسابق على المقاعد المشكوك في مصداقيتها والاسترزاق بآلام شبابها.

httpsweb.facebook.comelwajihapress scaled 1

شاهد أيضاً

Vulkan Vegas Freispiele: Wie Bekommst I Deine Freispiel

Vulkan Vegas Freispiele: Wie Bekommst I Deine Freispiele “Fifty Freispiele Ohne Einzahlung Im Vulkan Vegas …

تعليق واحد

  1. ويتساءل الأنذال المسترزقين بآلام ومعاناة المواطن الشاوني وإلى جانبهم صحافة صنع التفاهة عن دوافع تعاطيه المخدرات، الهجرة، وظاهرة الانتحار على الخصوص التي تفشت بشكل خطير في صفوفه وفي مختلف الأعمار !!!،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.