fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » آراء » ساكنة السراغنة بين اليأس والأمل بقلم الأستاذ البودالي صفي الدين.

ساكنة السراغنة بين اليأس والأمل بقلم الأستاذ البودالي صفي الدين.

IMG 20230524 WA0002

نتفاءل ومن حقنا أن نرجو لمدينتنا ،مدينة قلعة السراغنة ، مدينة المقاومة والنضال والصمود، مدينة الشهداء من أجل الاستقلال و التغيير والديمقراطية، من حقنا ان نرجو لها تقدما على غرار المدن المغربية ، رغم حوادث الزمان وإكراهاته وتقلباته. إنه الأمل الذي ظل يراود ساكنة هذه المدينة منذ ثلاثة عقود. أمل الخروج من دائرة التخلف المخيف والبؤس السياسي إلى نور التقدم والازدهار الاقتصادي والعمراني والثقافي والاجتماعي والإنساني. إنه الأمل الذي تحول الى يأس قاتل بفعل طغيان الفساد وتسرب الجهل الى مراكز القرار، في غياب إرادة سياسية قوية للمسؤولين، من سلطات وطنية وإقليمية ومحلية ومن منتخبين جماعيين وبرلمانيين كان الأمل يراود ساكنة القلعة، أمل لبناء جامعة ذات المواصفات الدولية والوطنية، تكون قطب العلم والمعرفة و البحث العلمي والتقدم، لها فضاء شاسع ومرافق اجتماعية من سكن ومطاعم ومنتزهات للمراجعة والمطالعة وملاعب رياضية وأندية ثقافية وفنية وعيادات طبية ، ذلك هو الطموح والأمل. ذلك الأمل الذي أصبح مادة دسمة في فترات الانتخابات لاستمالة الشباب والشابات منذ انتخابات 2007 و مادة استهلاك للعمال المتعاقبين على هذا الإقليم. إنه الأمل الذي تحول إلى يأس، بل إلى بؤس، حينما قرر المجلس البلدي تخصيص السوق الأسبوعي لهذا العالم العلمي، وسط التجزئات السكنية ،تجزئة السلام والنخلة، ثم تجزئة بدر و تجزئة المنار و دوار الكورس. إنه تبخيس للعلم والعلماء وللطلبة والطالبات واختيار يسيء الى المدينة وإلى شبابها و إلى الأجيال الصاعدة .

فهل يعقل أن ينال المضاربون العقاريون كل التسهيلات من أجل الاستيلاء على كل الأراضي بمحيط المدينة، أراضي مسترجعة وأراضي الجموع وأراضي الدولة من أجل تشييد تجزئاتهم و الكسب السريع و الاغتناء غير المشروع و دون ترك أرض مناسبة لبناء الجامعة، إنه العبث بعقول الساكنة ودغدغة عواطفهم. فما ذنب هذه المدينة أن تعيش أزمة تعليم جامعي كما عاشت جريمة الإقصاء من تعليم إعدادي وثانوي منذ ما قبل الاستقلال حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي، رغم أن هذا التعليم ظل ناقصا من عدة شعب وجب التوجه إليها إلى مراكش. إن الذين يضعون التعليم بكل أسلاكه ومستوياته في مؤخرة قطار التنمية المستدامة يحكمون على البلاد بالتخلف والجهل والأمية حتى تصبح في عالم النسيان. أما العامل الثاني وهو عودة مستشفى السلامة إلى أيامه الجميلة من حيث العطاء و العلاج المجاني وروعة الخدمات الصحية في جميع التخصصات حتى أصبح قبلة مرضى من انحاء المغرب و كانه مستشفى جامعي. فقد انتظرت ساكنة هذه المدينة عودة هذا المستشفى الى عهده القديم بعدما تقرر اصلاحه و توسيعه ،لكن ذلك الأمل تحول الى يأس قاتل مرة أخرى بعد أن تلاعب في مشروع اصلاحه وتوسيعه أيادي خفية و ذوي النيات السيئة الذين حولوه الى مؤسسة تنتج الموت وتصدر المرضى الى المصحات الخاصة في إطار المتاجرة في صحة وأرواح الناس. إنه واقع مر لم تنفع معه صرخات المرضى ولا الوقفات الإحتجاجية للمجتمع المدني والقوى السياسية التقدمية والنقابية والممرضين والممرضات الشرفاء، وهو ما يعني بأن المسؤولين على هذا القطاع لا يعيرون أي اهتمام لمطالب الساكنة، ولا للأطر الصحية الواعدة ، بل يتلذذون بحرمان الساكنة من ذلك الأمل المنشود وهم يزرعون في قلبها اليأس. إنه أمل ضاع مع تغلغل الفساد و نهب و تبديد مالية هذا المستشفى الذي تحول الى عبارة عن بنايات فقدت قدسيتها و دورها النبيل والشريف في أيام العزة و الشرف المهني و النفوس النقية ، ايام زمان قبل أن يحل به حاملو ثقافة الوندال ليدمروا ما بقي منه ، لأنهم لا يريدون لهذه المدينة خيرا. لكن الأمل يظل مرجوا و مبتغى حتى لا نموت باليأس المقصود .

 

بقلم صافي الدين البدالي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام مراكش _الحنوب

شاهد أيضاً

230716041504

البرلماني العياشي الفرفار: طفولتي كنت اسرح خمس بقرات وعجل صغير

حكاياتنا بالعالم القروي حكايات غير ملونة، لكنها حكايات صادقة وحقيقية وهنا تكمن قيمتها. العالم القروي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.