بقلم: حميد وضاح
منذ أن اعتلى جلالة الملك محمد السادس كرسي الحكم في 23 يوليوز 1999، وهو ما فتئ يولي عنايته السامية لإصلاح قطاع العدالة وعيا منه أن أساس كل تقدم وازدهار إنما يظل رهينا بمدى استجابته (الإصلاح) لمختلف التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعرفها المغرب وتجاوبه الفعال مع تطلعات المواطن المغربي.
ومن هنا، سينطلق مشروع تفكيك وإعادة تركيب العدالة الذي عبد الطريق نحوه جلالة الملك، فتم تجاوز نصوص، وتنقيح وتكميل نصوص، وخلق نصوص و بناء مؤسسات جديدة، كما تم إيلاء شأن كبير للعنصر البشري من خلال التكوين والتأطير المستمر حتى يرقى لمستوى هذه التحولات ويتحصل لديه الوعي بضرورة التحول، هو كذلك، حتى لا يظل عائقا يحول دون تحقيق رهانات الإصلاح.
وقد مكن هذا الإصلاح من أن تجني ثماره كل مكونات منظومة العدالة بما فيها قطاع القضاء، حيث ظهر جيل جديد من القضاة ذي تكوين علمي رصين في مجالات القانون وميادين مختلفة ذات الصلة، متشبع بقيم الصدق والحق والشفافية والنزاهة…، يخاف الله قبل أن يخاف العقاب الإداري.
وكباقي المحاكم بالمغرب، أتيح للمحكمة الابتدائية بسيدي قاسم أن تحتضن ثلة من هؤلاء الشباب الذين أعطوا للممارسة القضائية نفسا جديدا وقويا ما أهلها في غير ما مر أن تتربع على سلم تجويد المنتوج القضائي الوطني، من هؤلاء الشباب نذكر، على سبيل المثال لا الحصر، الأستاذ ياسين احميداني نائب وكيل الملك، فقد أبان منذ تعيينه بهذا المنصب عن دربة ومراس كبيرين في مجال تدبير مختلف الملفات المعروضة على النيابة العامة تحت إمرة وكلاء الملك الذين اشتغل معهم ، بضمير مهني وأخلاقي ينهل من قاموس الكفاءة والاستقامة والنزاهة.
الأستاذ احميداني لا يجد عناء وهو يدافع عن ملتمسات ومتابعة النيابة العامة حماية للحق العام في الجلسات بلغة قانونية فصيحة وسليمة ،ويجادل هيئة الدفاع بندية كبيرة، كما يساهم بشكل فعال في تنشيط وتعزيز الثقافة القانونية والحقوقية عبر مساهمته بالعديد من المقالات التي تنشر في الصحافة الوطنية ،كما تميز بحضوره النشيط في نادي قضاة المغرب، والمساهمة الفعالة في تكسير الصورة النمطية القدحية التي لحقت بالنيابة العامة من زمان، منها انها مؤسسة منغلقة غير متواصلة وممثلوها ” غراقة” ومتكبرون لا ينظرون للمواطن إلا من الأعلى…
كل هذه الصفات أهلته إلى ان يحظى باحترام زملائه القضاة ومن رئيسه السيد وكيل جلالة الملك وهيئة الدفاع ومن طرف المتقاضين ،حيث أصبح لا يذكر اسمه إلا مقرونا بالاستقامة والنزاهة والكفاءة.
الأستاذ ياسين احميداني حاصل على الماستر في القانون من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس وسبق له ان اشتغل بالمحكمة الابتدائية بسوق الأربعاء الغرب قبل ان يعين نائبا لوكيل الملك بابتدائية سيدي قاسم.
وانسجاما مع هذه الصفات والكفايات يبقى المستقبل باسما في وجه الأستاذ ياسين احميداني متطلعا لما هو أفضل وجميل في ظل مؤسسة عودتنا الانتصار لقيمة الحق والاستقامة والكفاءة .