بقلم رشيد أوسارة
مدير النشر الجريدة الالكترونية الواجهة
ما الذي يمكن أن نستشفه من تمديد عطلة العيد إلى ثلاثة أيام؟ في سابقة من نوعها بخصوص عطل الأعياد الدينية، اعتقد أن قرار رئيس الحكومة بخصوص هذا الموضوع لم يأتي من عبث وإنما جاء في سياق هرولاته المعتادة من الوقوف بقبة البرلمان أمام معارضة هشة بخصوص موضوع غلاء الأسعار والذي حددت جلسته اليوم الاثنين.
أخنوش.. بهذه العطلة السعيدة المفبركة ستؤجل جلسته البرلمانية للإجابة عن أسئلة الغلاء إلى أزيد من أسبوعين على اعتبار أن الاثنين القادم سيتزامن هو الآخر مع عطلة فاتح ماي، ومن تم فمع هذا المتسع من الوقت ستكون الفرصة سانحة لامتصاص ردود الأصوات المعارضة داخل قبة البرلمان اتجاه هذا الموضوع المؤرق الذي أبان عن وجود ارتباك كبير في السياسات المالية للدولة، وأثقل كاهل المغاربة وأغضبهم بحدة منذ الزيادة المهولة في أسعار الوقود وصولا إلى شهر رمضان الذي تزايدت فيه الأسعار بشكل صادم دون المراعاة لمسألة تزايد متطلبات المائدة المغربية خلال شهر الصيام.
موضوع غلاء الأسعار وما يرتبط به من احتجاج وغليان جماهيري، شكل دائما موضوعا مخيفا للحكومة وللدولة المغربية بالنظر إلى تجارب سابقة عاشتها البلاد والتي هددت في العمق استقراره الأمني والاجتماعي معا، واستحضر في هذا السياق إضرابات الثمانينات التي جاءت بسبب تزايد الأسعار وتسببت في تصعيد كبير واحتقان خطير، خرجت معه وبقوة عدد كبير من الفئات الشعبية الساخطة تطالب بمناهضة الغلاء والإطاحة بالحكومة، ولقد عاش المغرب خلال هذه المرحلة الصعبة احتجاجا جماهيريا عارما داخل عدد من المدن واضطرابا امنيا خطيرا، نتج عنه سقوط العديد من الأرواح، أطلق عليهم الراحل إدريس البصري بشهداء “كوميرة”
غلاء الأسعار اليوم وان كنا لا نتصور مستقبلا حجم تداعياته على الاستقرار العام، فإنه عموما يهدد عمق تماسك النسيج الاجتماعي داخل البلاد، ذلك أن هناك العديد من الأسر المغربية أصبحت مهددة بالنزول في درجات سلم الفقر ودخول دائرة الفقر المدقع.
وبالرغم من الارتفاع الصاروخي في حدة الأصوات الشعبية التي تعبر بشكل يومي خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي عن معاناتها وسخطها من موجة الغلاء المتزايدة، فإنه بالمقابل نجد أن لغة الاحتجاج المعبر عنها بالشارع العام، لازالت لا ترقى إلا حجم هذا الغضب الشعبي، ذلك أن خروج المواطنين المغاربة في عامتهم للاحتجاج داخل عدد من المدن المغربية، لا يعدوا أن يكون حضورا باهتا ومحتشما في نفس الآن، وهو أمر ربما يعكس في ثناياه أن هاجس الخوف من قمع هذه الاحتجاجات والتضييق على مساحة الحرية فكرة لازالت مرسخة في ذهن المواطن المغربي.
إن الغلاء الذي جاء به أخنوش، والذي هو في تزايد مستمر يوما على صدر يوم، لم يحرك القاعدة الاجتماعية بالمغرب، بالشكل المطلوب لتسجل موقف شعبوي جاد اتجاه هذا الارتباك الحكومي في تدبير مالية البلاد، لكن بالمقابل نجد أن الوزير وهبي حين طرح مؤخرا فقط عدد من الاجتهادات القانونية سيما فيما يتعلق بفرض النفقة على من أنجب ابن الزنا، نجد أنه واجه مقاومة شعبوية عنيفة وهيجان لم نتوقع أن يكون بهذا الحجم حول موضوع مرتبط بخطأ جنسي يقع بشكل يومي في العالم بأسره، وهذا ما يعكس في ثناياه أن المواطن المغربي كما يقول المثل السيار باللغة الدارجة “مسو في جيبو.. ماتمسوا في حجرو”
إن المغاربة اليوم، مطالبون بتحديد أولوياتهم في تفاعلهم مع قضياهم التي تؤرقهم، والتعامل معها بشكل جاد والتعبئة عبر مختلف الوسائل والخروج للشارع العام للتنديد في شكل حضاري، حتى نجعل من الاحتجاج محركاً للنمو، وأداة لضمان أمن البلاد واستقرارها، وصيانة مصالح الناس وحقوقهم وحرياتهم.
اخي رشيد انه مقال في المستوى شكرا على تطرقك لهذا الموضوع الذي يحمل في طيته معنات المواطن البسيط المغربي والغلاء المعيشي فنشكرك أخي اوصارا
موضع غلاء الاسعاء موضع الساعة نشكر جريدتكم على هذا المقال القيم الذي يبين مدى معنات المواطن المغربي البسيط