بقلم: أحمد زعيم
حسب ما تسرب ،عن مصادر مطلعة، أن اجتماع الرئيس بأعضاء مكتبه يوم الاربعاء 15 مارس2023 الفارط كان ساخنا جدا على غير العادة، اذ تحول الى حلبة للصراع، وتبادل الاتهامات، والشتم، والقذف تحت الحزام.. ليحتدم المشهد الى التراشق بالكؤوس داخل مكتب الرئيس. هذه الواقعة ليست بالجديدة؛ بل سبقتها تطاحنات اخرى مماثلة وبالسيناريو نفسه تقريبا. غير انه هذه المرة ارتفع فيها منسوب السلوك العنيف الذي تجاوز كل الخطوط ؛ ولولا الالطاف الإلهية لوصل إلى التشابك بالايدي ،ولنتجت عنه إصابات جسدية. حتى الكؤوس المتقاذف بها لم تصب هدفها وانما اعترضها جدار المكتب لتتطاير شظاياها في سماء المدينة، خارج مقر الجماعة.
هذه الوقائع ،المهازل تبين بوضوح ان مكونات المكتب غير منسجمة تماما ،وأنها بنيت على أسس هشة منذ البداية؛ على اسس لا يبدو ان الهدف منها تجميع كتلة من الأغلبية لتسيير الشان المحلي بحثا عن حلول حقيقية تستجيب لإنتظارات ومتطلبات ساكن مدينة الفقيه بن صالح، التي لازالت مجرد، أحلام، واوهام بل وكوابيس.
وبحسب ما افاد المصدر نفسه أن سبب الخلاف يعود بالأساس الى التهرب المستمر للرئيس عن الإجتماع بأعضاء مكتبه لمناقشة قضايا الجماعة العالقة،. هذا التهرب معناه الإمعان في التسير الإنفرادي الذي تعوده الرئيس خلال السنوات الطويلة السابقة بمكاتب “السمع والطاعة”، وهو ما أوصل بعض الأعضاء إلى فقدان الطاقة على التحمل، وبالتالي الى الإنفجار في وجه الرئيس تعبيرا منهم على رفضهم لهذا الوضع غير السليم ،وغير البناء في تدبير الشؤون المدينة. أمام هذه الاجواء المشحونة والملتهبة، فر الرئيس خوفا من تطور الأمور الى ما لا تحمد عقباه.
واضاف ذات المصدر على ان الرئيس يتحاشى الإجتماع بالمكتب وحتى اذا اجتمع به يتجنب الاخذ باراء الأعضاء وبمقترحاتهم وبتوصياتهم الى غاية استشارة السيد عامل الاقليم، حسب زعمه ،والله اعلم. غير ان الواقع لربما غير هذا؛ والدليل على ذلك اجتماع يوم الخميس 2 مارس 2023 المعلوم، الذي كان الهدف منه سن قانون محلي للتعمير ،دون ان يكون ذلك في علم اعضاء المكتب وباقي المتدخلين ،وقبل ان يتدخل السيد العامل لينقذ الموقف، ويدعو الى نقل هذا الإجتماع لمقر العمالة، وهو الإجتماع الذي لازال الراي العام المحلي ينتظر بفارغ الصبر ما تمخض عنه، وما خرج به من حلول لهذه المعضلة التعميرية المتفاقمة، والتي طال أمدها بمدينة الفقيه بن صالح.
هنا يتساءل المتتبعون، بعد واقعة التراشق بالالفاظ وبالكؤوس هاته، ما اذا كان بالإمكان اعتبار ذلك مؤشرا على انتهاء شهر العسل بين مكونات المكتب، وانصرام عهد الوئام المغشوش منذ الاصل ؛ واذا ما لازال يملك المنتفضون المزيد من التحمل للاستمرار في تقبل إفراغ مناصبهم وتفويضاتهم من محتواها ومن ادوارها؟!