الدار البيضاء صوت الغد

بقلم: مصطفى عيسي

تحتضن دار الشباب سيدي البرنوصي مهرجانا وطنيا سنويا تنظمه جمعية لا صول فا مي للموسيقى والعمل الإجتماعي، وقد دأبت الجمعية على تنظيمه من اجل اكتشاف المواهب الغنائية واتاحة الفرصة لإبراز طاقاتها الفنية في جو أخوي وعائلي يتسم بالاحترام المتبادل بين مكونات الجمعية والمشاركين وضيوف الشرف الذين يتم دعوتهم لحضور هذا العرس الفني ذو ابعاد اجتماعية.

ويذكر أن النسخة الأولى المنظمة سنة 2017 شهدت مشاركة متميزة لبعض الشباب والموهوبين إلى جانب فرقة موسيقية محترفة أفرزت مهرجانا تنبأ له الكثيرون بأنه سيصبح محفلا مهما في الساحة الثقافية المحلية لأجل هذا الغرض واضبت الجمعية على تنظيمه سنويا فكانت النسخة الثانية سنة 2018 والنسخة الثالثة والرابعة سنة 2019 ، الا ان نسخته الخامسة اصطدمت بانتشار جائحة كوفيد 19 وقرار الاغلاق والحجر الصحي حيث تم ايقاف كافة الانشطة الفنية والرياضية حينها دخل العالم بأسره في حالة شك حول آلية الخروج من الأزمة الصحية أولا ثم التعافي من تبعات الجائحة في شتى المجالات، الى ان عادت الحياة إلى طبيعتها وعاد المهرجان في نسخته الخامسة تحت شعار ” تراثنا حقيقة هويتنا “، هذا الشعار، أرادت له لا صول فا مي أن يكون ترجمة فعلية لأهداف هذه النسخة.

وسيتخلل هذه الدورة مجموعة من الأنشطة على هامش المهرجان، حيث سيتم عرض ندوة فكرية، معرض وتصفيات مسابقة المهرجان الموسيقية، ليلة روحية وغيرها من الأنشطة وفي الختام سيقام حفل كبير لتتويج الفائزين وتكريم بعض الشخصيات الفنية البارزة

وفي تصريح لمدير المهرجان السيد زكرياء السعيدي يقول ” إننا في جمعية لا صول فا مي للموسيقى والعمل الإجتماعي نعمل على الإهتمام بالطاقات الشابة من خلال دمجهم في هذا المهرجان وكذا التعريف بالدور الذي تلعبه الموسيقى في الثقافة

كما أضافت رئيسة الجمعية السيدة مليكة صبراوي انه “خلال أي نسخة من مهرجان الدار البيضاء صوت الغد وحين آخد الكلمة افضل دائما ان أتكلم عن المضمون العام لشعار الدورة واليوم ونحن في خضم النسخة الخامسة تحت شعار ثراتنا حقيقة هويتنا، بالنسبة لي كرئيسة جمعية لا صول فامي للموسيقى والعمل الاجتماعي أومن بحقيقة ان تراثنا الحضاري والثقافي والإنساني هو غني عن التعريف، لأنه يسكن أعماقنا، وهو هويتنا الحقيقية التي نعتز بها في كل زمان ومكان. وأن التراث بكافة مكوناته وأشكاله يمثـل الهوية الوطنية لنا جميعاً. والاهتمام به يشكل أهمية كبرى في حياتنا، ويأخذ هذا الاهتمام أشكالاً متعددة، ومن هذه الأشكال إقامة المهرجانات السنوية التي تُـعنى به. ومن تلك المهرجانات مهرجان الدار البيضاء صوت الغد الذي يمثّل في هذه النسخة ترجمة حقيقية من خلال شعاره لقيمة التراث المغربي ورمزيته التاريخية الضاربة في الجذور، كما أنه يعطي دلالة واضحة على أن التراث بجميع أنواعه المادي وغير المادي يحمل رمزية بالغة العمق كما أنه يرسخ الهوية الوطنية ويعمل على تكريسها باعتبارها رأسمال رمزي غاية في الأهمية خصوصا لدى الشباب المشارك خاصة والشباب الحضور والمتلقي عموما خصوصا فيما يخص موسيقانا وغنائنا، لأننا نحرص اشد الحرص على الدور التربوي لجمعيتنا”

ختاما يطمح المهرجان في هذه الدورة ذات الطابع الوطني إلى تثمين الموروث الثقافي المغربي والدفاع عنه وصيانته من الاندثار وهذا ما سيكون موضوع عديد من اللقاءات والانشطة والبرامج المستقبلية.

وكما جاء في جدول الانشطة التي تقوم بها جمعية لا صول فا مي للموسيقى والعمل الإجتماعي، فإن الحفل سيقام يوم الجمعة 17 مارس 2023 بدار الشباب القدس الدار البيضاء ابتداء من الساعة السادسة مساء.