الواجهة جريدة الكترونية تجدد على مدار الساعة
وأنا أقرأ وأشاهد مجموعة من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبت بالخوف على مستقبل وطني، ابكتني صور و سحنات وجوه طيبة تتحدث بحرقة عن غلاء الأسعار والمعيشة ، رأيت رأي العين نساء وهن ينتحبن ويعبرن بشكل تدمع له العين عن عوزهن وعن عدم قدرتهن على اقتناء بعض الفتات من الخضروات وغيرها، شاهدت رجالا وشبابا وقد خارت قواهم يتمنون ترك الوطن ويطالبون بفتح الحدود والهجرة مكرهين إلى أوروبا..
قلت في نفسي وإحساس بالضياع يتملكني ، ماذا أصاب وطننا ؟ ولماذا وصلنا إلى هذا الحد من الانحدار والتردي ؟ ومن المسؤول عن تردي هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها ؟
ثم تابعت نفس الهمس الصارخ لماذا يصر البعض على تركيع المسكين الدرويش المفقر ؟ ولما أضعنا بوصلة الطريق وفقدنا أخلاقنا وقيمنا فجأة ( أزمة قيم ) ؟ وما الغاية من الاحتكار وجمع الثروات والاكتناز والجري جري الوحوش وتشجيع الفساد وتكريس سياسات النهب و الريع؟ ولماذا أضعنا في ليال باردة دفء الرأفة ببعضنا ولم تعد تحركنا حواسنا الجميلة لتقديم يد العون ومد أصول التضامن والتوادد والتآخي ..
ثم واصلت ذات المونولوج والقلب يدمي بحرقة، ماهي الأسباب الحقيقية وراء صاروخية ارتفاع كل شيء، ونحن بلد فلاحي بامتياز وجربنا كل المخططات بمختلف الألوان آخرها الاخضر ؟ لماذا نعمد إلى التصدير والتلفيف وإشباع الآخرين ومواطنون على حافة الجوع والقهر والتشرد …
اتقوا الله في المساكين فقد ربيتمونا كفاية .. فلقد ضاق كل شيء وخرس اللسان وامتلأت القلوب حسرة وكمدا عن آخرها ولم يعد في قوس الصبر منزع .. اتقوا الله في المغاربة الطيبين الصابرين وحسبنا الله ونعم الوكيل .
بقلم الأستاذ المحامي عزيز بن طالبة
