كأس العالم بقطر:
– المحفل الدولي الأكثر فاعلية للتعبير عن الموقف المغربي من القضية الفلسطينية.
– المغاربة يردون على المتاجرين بالقضية الفلسطينية من قلب المعركة الكروية العالمية التي يتابعها الملايير.
بقلم: أحمد زعيم
المتابع لما يروجه نظام الكابرنات بالجزائر، وما يُشيعه نظام إيران عبر مختلف وسائل الإعلام الرسمية، وعبر منصات التواصل الإجتماعي؛ سيدرك فورا نواياهم الخبيثة الخسيسة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، وسعيهم للمتاجرة بها بشكل فظيع، بحيث لا يُفوتون أية فرصة صغيرة او كبيرة، بعيدة أو قريبة، بالتصريح أو التلميح لإثارة موضوع فلسطين، والفلسطينيين، كأنهم هم الأوصياء عليهم في الأرض، وأنهم هم فقط مَنْ قلبُهم على فلسطين ومآسيها؛متناسين، أو متغافلين عن مآسيهم هم.
لقد أضحى موضوع فلسطين ،في سياساتهم ،الصهوة التي يمتطونها للتملص عن مسؤولياتهم تجاه شعوبهم، ومن النهج الذي يسلكونه للفت أنظار مواطنيهم عن فشلهم في حل المعضلات الإجتماعية والحياتية الداخلية؛ ليستمروا في نهب ثروات وطنهم بالتواطؤ مع لوبيات دوليين؛ وليواصلوا استنزاف خيرات بلدهم لصالح المستعمر الخفي /الظاهر الذي لا يحصلون منه سوى على الفتات( حال فرنسا نموذجا). بل يمكن القول، وبلا تردد، أنهم أصبحوا يزعمون كونهم فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
هذه الشطحات البهلوانية غير ذات فائدة تذكر في مسار القضية الفلسطينية. ما هي في الحقيقة سوى( جعجعة بلا طحين)، وبلا أثر فعلي على واقع الفلسطينيين اليومي والمستقبلي.
عكس كل هذه المسرحيات رديئة الإخراج والإنجاز، تمكن المغرب من أن يؤكد موقفه المبدئي الثابت حيال قضايا الأمة العربية جمعاء، بما في ذلك فلسطين الغالية على قلوب المغاربة قاطبة، وبلا استثناء. المقام لا يتسع لاستعراض كل ما فعله المغرب لصالح الإخوة الفلسطينيين على مر الزمان، وإلى اليوم. لا أحد يمكن أن يُنكر الخدمات الجليلة والكثيرة التي قدمها في هذا الإطار سياسيا واجتماعيا وثقافيا وتاريخها…( حي المغاربة، مستشفى غزة،بيت مال القدس، مطار غزة، فتح الحدود، المساعدات المباشرة، المسيرات، التظاهرات..،). لكن محطة منافسات كأس العالم المقامة بقطر العربية الشقيقة ل2022، تظل محطة ومنصة عالمية من خلالها أكد المغاربة على موقفهم المبدئي والاخلاقي، غير القابل للتشكيك، تجاه القضية المركزية؛ قضية كل العرب، والمسلمين، القضية الفلسطينية. ليس هناك افضل، ولا انجع من منصة بطولة كأس العالم التي يتابعها سكان المعمورة، التي يتابعها الملايير مباشرة أو عبر مختلف القنوات، ووسائل التواصل الاجتماعي بكل انواعها، واشكالها.
شاهدنا جميعا حضور العلم الفلسطيني بملاعب قطر، العلم الذي حمله اللاعبون والجمهور المغربي ،واستمعنا للأغنية المرصودة لفلسطين ترددها حناجر المشجعين المغاربة داخل الملاعب هناك، وهنا كذلك بالمغرب.
التعبير عن هذا الموقف زكاه اسود الأطلس، وهم في قمة العطاء والنجاح والانتصارات بحملهم لهذا العلم المتجدر في قلوب المغاربة رجالا و نساء، كبارا وصغارا ،وفي كل الظروف والأوقات والسياقات.
علينا أن ندرك جيدا ما هي دلالة أن يحمل لاعبو المنتخب الوطني المغربي علم فلسطين إلى جانب الراية الوطنية، وهم يحققون إنجازات كروية غير مسبوقة وتاريخية، تحت أنظار العالم بأسره، بكل ترسانته الإعلامية، والترويجية. لذلك يحق لنا القول أن هذا الموقف أبلغ جواب على اولائك الحاقدين والمرضى من النظام الجزائري المتسلط الكاذب السارق للسلطة والمال، بمباركة من فرنسا الانتهازية، والذين لا يكفون عن نعت المغاربة بالخيانة للقضية الفلسطينية.
الغيرة والحقد على المغرب نمط حياة لدى هؤلاء، حتى أنهم يحاولون تمريره للأجيال اللاحقة، لتتحول إلى إلى آلات، وببغاءات تردد خطاب قصر المرادية الشنقريحي، بلا تفكير سليم، و بلا تدبر حكيم.
كابرانات المرادية حافظوا على الجزائر كمقاطعة فرنسية راضخة للسياسات الفرنسية الاستعمارية المستمرة في إفريقيا عموما، وفي شمالها خصوصا. الدليل. على ذلك حال دولة الجزائر الذي يبعث على الشفقة، والحزن، إذ كيف لدولة بمساحة الجزائر وبثرواتها من غاز وبترول وغيرهما ،لا يجد فيها المواطنون الحاجات الإستهلاكية الأساسية، من حليب، وزبت، ودقيق…وسواها، حيث أصبحوا مجبرين على الوقوف في طوابير طويلة جدا منذ ساعات الصباح المبكرة ،فقط، للحصول على هذه المواد اليومية الضرورية. مؤلم حقا أن يحدث ذلك في دولة تدعي أنها دولة عظيمة، وقوة ضاربة، وغيرها من الأوهام التي يعيش عليها أهل الجزائر.
بفضل تألق المنتخب الوطني المغربي واستمراريته في المونديال، ورفعهم للراية الوطنية، وعلم فلسطين فهي بداية كتابة تاريخ جديد وفعال، وحاسم ،على صعيد دعم القضية الفلسطينية، بشكل عملي، ومؤثر، خلافا للمتاجرين بالقضية الفلسطينية كالكابرانات، وإيران، الدول الأكثر عزلة عربيا، ودوليا. قد تبين للعالم كله أن الجزائر وإيران أكبر المزايدين، والمتاجرين بالقضية الفلسطينية، ولا يقدمون لهم شيئا سوى الخطابات الدعائية، والتحريض لتكريس الانقسامات، ودعم الجماعات المتطرفة في المناطق الخليجية والمغاربية. لقد انكشفت المؤامرات، والمزايدات الرخيصة، والسبب الحقيقي في انكشاف اجندتهم، هو صرف الانظارعن مشروعاتهم التوسعية الفاشلة، والتغطية عن اخفاقاتهم على حساب حقوف شعوبهم في التنمية، والازدهار، والاستقرار، رغم توفرهم على الثروات الطبيعية ، وبالأخص البترول والغاز، التي قد تجعلهم من أكبر الدول نموا وتقدما في العالم.
ختاما نقول مع الشاعر عمرو بن كلثوم :
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْيييينَـا
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا