fbpx
الرئيسية » مع المواطن » عندما يصبح المنتخب جزءا من المشكلة بإقليم سيدي قاسم ..!

عندما يصبح المنتخب جزءا من المشكلة بإقليم سيدي قاسم ..!

بقلم: حميد وضاح

لقد أفرزت انتخابات 8 شتنبر، كما باقي الانتخابات السابقة بإقليم سيدي قاسم، خريطة سياسية هجينة بعيدة كل البعد عن الشروط الدنيا المطلوبة في ممارسة السياسة، فهي لم تشذ عن أمرين: فإما انها حافظت على وجوه مل المواطن من رأيتها في المشهد السياسي القاسمي، أو أنها أعادت وجوها كانت قد سقطت، بشكل مذوي، في انتخابات 2015 وهي وجوه شاخت وترهلت وجعلت من الانتخابات مصدر رزقها فأتت على الأخضر واليابس لدرجة لم تترك للمواطن القاسمي إلا الأصبع الوسطى من كف اليد، إضافة إلى أمية جلهم وانتهازية الكثير منهم.

كل هذا جعل المواطن يفقد الثقة في هذا الفاعل السياسي- المغشوش سياسيا وأخلاقيا – ما جعل تتسع هوة بينهما، حيث كلما تقدمنا زمنا إلا وتباعدت المسافات بيننا.

فهذا السياسي، الذي جاءت به انتخابات 8 شتنبر، خبر دروب التقطيع والتفصيل والحياكة في الميزانية، كذلك يعرف أن من أولى أولوياته، في كل رهان سياسي، هو نفخ ارصدته البنكية، كما يدرك أن الانتخابات شكلت من أجل حلب أموال دافعي الضرائب وأن الحرص على شفافية تفويت الصفقات ستؤدي بالأغلبية إلى الثورة عليه، “عملا بمبدأ كول ووكل” …، لكنه ” الباندي” لا يتقن فن الإنصات والحوار والتواصل والانكباب الحقيقي على حل مشاكل المواطن في علاقته بباقي الإدارات.

انصراف المنتخب عن الاهتمام بمشاكل المواطن سيجده هذا مدعاة ليجعل من مقر العمالة قبلته المفضلة إما للاعتصام أو للاحتجاج للضغط على المسؤولين حتى يهتموا ويعتنوا بحل مشاكله التي لم تجد أذانا صاغية من لدن منتخبيه المحليين.
والغريب في الأمر أن هؤلاء المحتجين يشترطون لقاء السيد العامل – بلحمه و شحمه – وحده دون سواه ما يفيد أنهم فقدوا، كذلك، الثقة في بقية المسؤولين بسبب ما يصلهم من أخبار عن تواطؤ هذا المسؤول وموت ضمير ذاك المسؤول.

وهنا نصل إلى بيت القصيد، وهو أن الدولة عندما تسمع لشخص يعاني الامية المركبة ومفلس أخلاقيا ووطنيا ويعاني من الضحالة الفكرية والتأطيرية، فهي تكون بذلك كمن يهيئ ليضع العمالة، وكل مصالحها على صفيح ساخن، ومن هنا يصبح السادة العمال، عوض ان ينكبوا على حل المشاكل العويصة التي تتخبط فيها عمالاتهم، سينشغلون بلقاء هذه الفئة المحتجة او تلك لحل مشكلة من مشاكلها كان بإمكان المنتخب، لو كان فعلا فاعلا سياسيا مقتدرا محبوبا، لكفى العامل من توريطه في مثل هكذا مشاكل لا تستحق هذا العناء.

ويخبرني حدسي انطلاقا من مؤشرات واقعية، أنه في ظل هذا الغلاء الفاحش في أسعار جل المواد وعدم قدرة المواطن مسايرة ارتفاعها الصاروخي ،والتي دفعت حتى الفلاحين الصغار إلى الاحجام عن حرث أراضيهم استعدادا لزراعتها بسبب غلاء المحروقات والبذور والاسمدة -، وكذا انعدام فرص الشغل لأن قطاع البناء الذي كان يعول عليه، كما جرت العادة في كل الأزمات، يعاني كسادا عميقا في صمت… وفي ظل وجود منتخب ضعيف الشخصية السياسية والثقافية والاخلاقية …. سيصبح مقر العمالة في القريب العاجل حائط مبكى او احتجاج للعديد من الفئات الاجتماعية، فكلها ستتأبط مشكلتها وستتوجه للاحتجاج أمام باب العمالة.

إن التواصل مع المواطن والانكباب على حل مشاكله يقتضي وجود منتخب قوي متمكن من أدوات التواصل ومستقيم ونزيه حتى يثق فيه المواطن ويراهن عليه في حل مشاكله وبخلاف ذلك سيظل مثل هؤلاء المنتخبين “وللي مطلي بهم الجماعات الترابية على صعيد الإقليم” جزءا من المشاكل التي يتخبط فيها الاقليم.

شاهد أيضاً

التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية تُحدث نقلة نوعية في التغطية الصحية بشراكة استراتيجية رائدة.

في خطوة تعكس تحولًا عميقًا في طريقة تدبير الخدمات الصحية لمنخرطيها، وقّعت التعاضدية العامة لموظفي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *