الواجهة جريدة الكترونية تجدد على مدار الساعة
بقلم: أحمد زعيم
لا شك ان المتتبع لمختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، سيلاحظ أن السلطات العمومية تقوم بحملات مكثفة لتحرير الملك العمومي بمختلف المدن المغربية، ولاسيما بالحواضر الكبرى كالدار البيضاء مثلا.
وعلى غرار ذلك، فإن السلطات المحلية بالفقيه بن صالح، -والتي أغلبها عُين مؤخرا-، وبقيادة الباشا باشرت تحركاتها في هذا الاتجاه، حيث أقدمت على تخليص بعض النقط والأجزاء المحتلة من طرف المقاهي والمحلات التجارية والمطاعم…. تَمَّ ذلك ببعض الشوارع فقط، كشارع الحسن الثاني وشارع علال بن عبد الله، وشارع المسيرة الخضراء، مستعينين في هذه المهمة ببعض القياد وأعوان السلطة، ورجال الشرطة والقوات المساعدة، إذ عمدوا إلى هدم بعض الحواجز والأسيجة واللوحات الاشهارية…، وصادروا بعض الكراسي والطاولات وسواها..، وكل ما يعرقل المرور وحرية التنقل فيما يظهر.
عند استقصاء رأي الساكنة حيال هذا التحرك، عبرت الأغلبية عن استحسانها لذلك، وعن ارتياحها لهذه الخطوات؛ لكنهم في الوقت نفسه يتخوفون من أن يكون ذلك مجرد “زوبعة في فنجان”، ومجرد “ذر الرماد في الأعين”، لغياب الثقة بسبب ما خلفته التجارب السابقة من شعور بعدم الثقة.
ففي كل مرة يتم فيها تعيين مسؤولين جدد من رجال السلطة بالمدينة تراهم قد شمروا عن سواعدهم، واظهروا على أنهم جادون هذه المرة في تطبيق واحترام القانون. غير أنه بمرور الأيام تعود الأوضاع إلى حالتها، ويستمر العبث، وتعود المدينة إلى حالة الفوضى المعتادة.
ورغبة منا في الوقوف على رد فعل بعض المنتخبين بالمجلس الجماعي( المعارضةبالخصوص) حيال ما يجري؛ هم أيضا ثمنوا هذه الإجراءات، ومستعدون لدعمها ومساندتها إذا كانت جادة ومستمرة وممنهجة، وتستهدف جميع النقط المسطو عليها بدون استثناء، في الشوارع والأزقة والساحات والأحياء والمنازل… جميع الملك المحتل أيا كان حجمه وطبيعته ومكانه. حينذاك ستكون لهذه الخطوات مصداقيتها، وستكون محل تقدير وعرفان. غير هذا سيُؤول تأويلا آخر، وسيُفسر على أن الأمر لا يعدو كونه خطة ضمن برنامج مكرور يخدم اجندات أبعد ما تكون عن مطالب ومصالح الساكنة الحقيقية؟!!!
فلا داعي لشرح الواضحات بالمفضحات، أو المبكيات بالمضحكات، وإلّا سَيصدُق على هذه القفزات مدلول ومضمون اللفظة التي يعتبرها البعض بلا معنى في العربية الفصحى وهي فعل: “طنز” والذي يعني في المعاجم العربية: “الاستهزاء، والسخرية في القول والفعل.”
بالجميع يأمل ان تستمر هذه الحملات لتحرير الملك العمومي، والضرب بيد من حديد عل كل من تسول له نفسه السطو على الملك العام .
جاء في قول جورج برنار بتصرف:
” النجاح ليس في عدم ارتكاب الأخطاء, النجاح في عدم تكرار نفس الأخطاء. “
